قارئو الحظ والمنجمون وقارئو الفنجان والمشعوذون والضاربون في الرمل وقارئو الكف والضاربون بالخرز وقارئو المندل وغيرها من المسميات هي عناوين المفلس والذي لا يملك من أمره او امر غيره شيئا.
ظاهرة الشعوذة ظاهرة قديمة منذ بدء الخليقة اعتاد على العمل بها أناس قد يصح وصفهم بانهم اذكياء ودهاة وذلك لأنهم يعرفون انهم يكذبون ويتلاعبون بعواطف الناس فهم يبعثون في نفوس زبائنهم الأمل احيانا والشؤم احيانا أخرى وفقا لتصورهم العشوائي لحال الماثل أمامهم او طالب خدمتهم وحالته النفسية فهم يدركون ان طالب خدمتهم لديه معاناة ما ويحصلون على معلومات أولية ومؤشرات منه ثم يطلقون تنيؤاتهم واقاويلهم كالسهام الخاطفة وينظرون إلى وجهه محدقين ليعرفوا ردة فعله وبناء عليها يكملون في هذا الاتجاه.
هذه الظاهرة سببها ضعف الإنسان وقلة حيلته ورغبته في معرفة الأخطار المحيطة به وحوادث المستقبل لإرضاء غريزته واشباع فضوله.
والادهى والأمر ان المنجمين يتحدثون عن مستقبل أوطان وشخصيات حاكمة وعن الموت والخراب والدمار والاعمار ويجدون آذانا صاغية ممن هم في مواقع المسؤولية الذين ينتظرون التنبؤات بمستقبلهم.
كذب المنجمون ولو صدقوا لأنهم يتحدثون في عموميات وتخيلات قد يقع بعضها دون تحديد ودون وصف دقيق ودون توقيت ليتباهو بأن تنبؤاتهم صدقت.
الغيب لا يعلمه إلا رب السماء والقدر سيقع والقضاء سيمضي والعمل الجاد والتخطيط ومحاولة درء المخاطر واجب بعد الاتكال على الله والتسليم بقضائه.