فن أبو ظبي يوائم بين الثقافة والاستكشاف
عبدالرحيم العرجان
02-01-2022 09:36 AM
بعد تراجع جائحة الكورونا انطلق معرض "فن أبو ظبي" بفعاليات جمعت ما يقارب خمسين دار عرض في العالم، وقد عرضت أعمالٍ لقامات من الرواد وعدة أجيال ينتمون لمختلف المدارس الفنية والفكرية، وكان الاهتمام عالٍ من قبل عشاق ومتابعين ونُقاد ومستثمرين ومتابعة إعلامية ذو المستوى الدولي.
وفي هذا العام ارتأت إدارة المهرجان لإقامة أعمالٍ انشائية فنية في جبل حفيت وهو من أعلى الجبال في أبو ظبي منذ عام 1220م، ليكون كوجهة ثقافية فنية تاريخية، والذي يوجد فيه أيضا عدد من المواقع والمدافن التاريخية التي تعود إلى العصور المبكرة والاستيطان الأول للبشرية "الحجري والبرونزي" أي ما يزيد عن خمسة آلاف عام، والتي أُدرجت على قائمة الإرث الإنساني كموقع تراث عالمي محمي وذو اهتمام عالٍ من منظمة الأمم المتحدة للتربية و للعلم والثقافة "اليونسكو". إلى جانب ذلك، عُرفت بالتنوع البيئي والفطري، ضمن سلسلة جبال الحجر المحاذية لحدود سلطنة عُمان ذات التشكيلات الجيولوجية الفريدة، وهذا إشارة على مدى أهمية الفن وتوارثه عبر الأجيال، حتى لو لم يكن بشكل مباشر في سالف الزمان والذي بدأ بما خط الإنسان من رموز على جدران الكهوف بعصور ما قبل التاريخ، وأيضاً لأهميته الرياضية المسير والترحال في إثراء الفكر وتنامي المعلومة.
واستجد "فن أبو ظبي" ضمن برنامجه المعد بعناية نصب عدد من الأعمال الانشائية بمساحة الجبل لقامات، عُرفت بالرسالة الفنية والبعد الفكري بالفضاء المفتوح المحاكي للطبيعة والمحافظ على التراث، الأمر الذي سيوجه أنظار عشاق الفن والاستكشاف معاً على زيارة المكان والتبادل والتداخل فيما بينهم ولتعزيز هذا الموروث الكبير.
ويعتبر جبل حفيت واحد من أهم قبلات المسير والترحال في الإمارات لاحتوائه على العديد من دروب المشي بقيادة مرشدين محترفين، إ ضافةً لوجود التحدي في ركوب الدراجات الهوائية والنارية على سواء وبوجود عشاق قيادة السيارات الرباعية الدفع ضمن طرق معبدة أو ترابية، ولطالبي الخلوة والراحة والاستجمام سواء بخيمة ذاتية أو الإقامة ضمن خدمات المنتزه الذي يجذب اهتمام مختلف أفراد الأسرة من مواطنين ومقيمين وزائرين للدولة.