شهد التاريخ البشري في كل قاراته وحضاراته نماذج دكتاتورية أهلكت الحرث والنسل وسفكت الدماء وأزهقت الأرواح وأذلت الناس وانتهكت الأعراض ونهبت الأموال ولكنها جميعا" ذهبت إلى مزابل التاريخ !! وقد قص علينا التاريخ جرائمهم ومآلهم بدءا" من فرعون مصر الى تيطس الرومان إلى هولاكو المغول ، ودكتاتوريو العصور الوسطى.
والسؤال : هل توقفت حركة الدكتاتوريين وصاروا قصة في التاريخ الأسود ؟ أم أنهم مستمرون في كل العصور وفي كل القارات وفي كل الشعوب؟
التاريخ القريب والواقع الحالي يؤكد استمرار هذه الظاهرة السياسية التي تقف خلفها نفسية مريضة عنوانها حب الذات والرغبة في السيطرة وعدم الاعتراف بالآخر وادعاء الفهم والغرور بالقوة ، كل ذلك مع وجود عازفي النفاق من البطانة الذليلة المنتفعة واستمرار الصراع بين الحضارات حيث يستفيد العدو من الدكتاتور فيرونه الموظف الذليل تجاههم، المعيق لنهضة أمته، الباطش بكل حر يريد الحرية والعدالة والاستقلال والنهضة.
رأينا في عصرنا هتلر وستالين ونيرون وفرانكو وهيلاسلاسي وماركوس وعيدي أمين .
واعذروني عن عدم كتابة غيرهم في الساحتين العربية والإسلامية ، لأنكم جميعا" تعرفونهم من أفعالهم في إقامة أعواد المشانق وقتل الأحرار وازدهار حركة بناء السجون السرية والمعلنة ، وعملية تحول الدولة من دولة قانون إلى دولة عصابة يتم فيها الاختطاف وتغييب المعارضين ، كما نعرفهم من تخم الملايين التي يتم ترحيلها واكتشافها بعد موتهم مع أن شعوبهم تعيش الفقر والجوع والهوان والتهجير وصارت مفوضية اللاجئين مشغولة بأبناء أمتنا حيث الملايين في خيام الذل البرد والفقر والانكسار .
المشكلة أن الدكتاتور مُصِرٌ على استمرار الطريقة والأسلوب ، وفي المقابل ستستمر النتيجة الحتمية لكل دكتاتور حيث النهاية المخزية ولعنة الله والملائكة والناس أجمعين.