الضيف الكبير والعزيز خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحل على المملكة الأردنية الهاشمية، وعلى عاهلها الملك الهاشمي، وشعبها بكل مشاعر الترحاب والتهليل والسرور بقدومه لبلده الثاني الأردن.يأتي الزائر الكبير للأردن في ظل ما يعصف بالمنطقة من قضايا ملتهبة ظاهرة للعيان ،قضايا لا تطويها الأسرار،ولا يتسلل في ثناياها الظلام ،تأتي الزيارة في زمان فقدان البوصلة ،والقراءة الخاطئة للاتجاهات ،وفقدان العقول وحب الذات وانتشار الفتن ما ظهر منها وبطن ،تأتي في ظل انحطاط الأخلاق ،وفي زمان الريبة والشك.
الأجواء ضبابية ومشحونة ،ومسمومة،والشائعات المغرضة كثيرة،والطابور الخامس بشتى معتقداته واتجاهاته مصاب بالنشاط الزائد،ونفث السموم عبر فضائيات بكلام وضيع،وبهراطق إعلامية.
علاقة الأردن بالسعودية، علاقة أزلية، علاقة التطابق والانسجام، الزيارة ليست لتقريب وجهات النظر، وإنما للتأكيد على تطابق المواقف والتي تسعى في مجملها مسعىً قومي، هو سعي زعماء تمرسوا في تجربة الحكم والحكمة. وانتهجوا الاعتدال في الرأي والفعل، هم الأقدر على إدراك ويلات الكوارث والمحن، وانحراف المسارات، يدركون العواقب الوخيمة للفوضى العارمة القاتلة نتيجة البعد عن الصواب والركض وراء السراب. لا يبحثون عن توزيع للأدوار، فهم بعروبتهم وأخلاقهم، واضطلاعهم بهموم الأمة، وصدقهم مع أنفسهم، ومع شعبهم يدركون أن اقصر الطرق و أفضلها الخط المستقيم.
هؤلاء الحكماء هم رجال الوصل لا القطيعة، هم الراتقين لأي تمزق في الثوب العربي، هم الحاملين للهم العربي الكبير.
فالزعيمان الكبيران الملكان عبد الله و عبد الله يقودان الجهود العربية تجاه عملية السلام التي تمر بمرحلة حاسمة ، ورغم الوضع المتأزم والصعب في المنطقة ، لأنهم يدركون انه توجد فعلا أرضية لإيجاد حل نهائي للقضايا العربية بمجملها، ويسعون لجعل العرب متحدين ويتحدثون بصوت واحد مع إسرائيل والعالم ، حتى تتحقق الانجازات ، ويدركون أن الضرر بهذه الجهود يأتي من خلال الأصوات العربية المعطلة والتي تخرج عن الإجماع . وتمنح للإسرائيليين مخرجا هم يحتاجون إليه، وذلك لتحقيق مكاسب ذاتية، إذا لا بد من وحدة الموقف، والكف عن العبث خارج الصف الواحد.
على الرحب والسعة يا خادم الحرمين الشريفين أنتم وصحبكم الأكارم في الأردن ،مضارب الصيد الغر الميامين، الهاشميين.
alghobein@yahoo.com0