بين ميشال الحايك وكلمات ولكمات المرحلة مستمرة!
باسم سكجها
01-01-2022 07:22 PM
كلّ السياسيين الأردنيين، يحلمون بمنصب رئيس الوزراء، فمنهم من يعرف أنّ هذا مجرد حلم، ومنهم من يعتبره متاحاً ومباحاً فيعمل على الوصول إليه بمختلف السبل، ومنهم من يظنّ بأنه أقرب من حبل الوريد، وما بدّلوا تبديلا.
من الخبرة التاريخية، الطويلة، نقول: إنّ أحداً من رؤساء الوزارات كان يعرف أنه سيكلّف بالمنصب الرفيع، والجميع ممّن شغلوا المقعد الأثير كانوا يُفاجأون به، ليس للون عيونهم، أو لطول أو عرض أجسادهم، ولكن لأنّ صاحب القرار رأى أنهم الأجدر في الجلوس على كرسي الرابع، في تلك المرحلة.
مع ما نجّم به ميشال الحايك، وكثيرون يصدقونه ويعتبرونه الوعد الصادق، فجاء من الغيب بقوله إنّ هناك مراسيم ستوقع، وتغييرات ستحصل في الاردن، ومع ما جرى تحت القبة قبل أيام، والمطالبات المتناثرة بحل مجلس النواب، وهذا يعني حكومة انتخابات جديدة.
مع ذلك كلّه، من الطبيعي أن تنتشر في الهشيم نار التغيير الحكومي، والانتخابات المبكرة، ولكنّ استخدام العقل بعيداً عن منجمين، وحالمين، وغير المحبين لتحديث سياسي سيطال من نفوذهم قبل غيرهم، سيقول إنّ ذلك غير ممكن الآن، ولا حتى قبل سنة أو إثنتين، لأنّ على المرحلة أن تأخذ مداها بهذه الحكومة وبهذا المجلس.
في تقديرنا أنّ على الحالمين بالدوار الرابع أن يؤجلوا الحلم قليلًا، وعلى المتلاعبين بالمرحلة بالكلمات واللكمات أن يقفوا أمام أنفسهم ويفكّروا، فقد علمتنا الدنيا السياسية الأردنية أن العمل لا يكون تحت الضغط، والقرارات لا تأتي بنزق وتسرع ولكن بالسير في سياق معروف سلفاً.
وفي تقديرنا، أيضاً، أن اليوم الأحد ستشهد القبة العبدلية إعادة إنتاج، بعد أن عرف كلّ حدّه فوقف عنده، وسنعود إلى سياق ما بدأناه من حوارات ومناقشات، دون استقواء لئيم ونوايا مسبقة، من أي طرف من الأطراف، وهكذا فالحكومة باقية والمجلس باق حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، وكل عام وانتم بخير، وللحديث بقية!