في بيتنا رجل .. يا وزارة العمل
د. سمير حمدان
24-07-2010 08:57 PM
في زحمة الحياة المليئة بما يكدر النفس ، دائماً هناك فسحة لشر البلية المضحك. حيث لا يوجد أغرب من الانسان على وجه البسيطة . مساكين من ظنوا أنه كتاب مفتوح. وما حدث مع عائلة أبونصر خير مثال.
بعد سنوات من الجدب والفقر وأكل خبز الحاف ، جرت النقود في يده بعد رحلة من الكد والنكد في بلاد الغربة. وكانت زوجته تنتظر ساعة رجوعة على أحر من الجمر، لتفرك بصلة في عين جارتها لأنها سبقتها في استقدام شغالة فلبينية. وما أن عاد أبو نصر ولم يكد يسترح ، حتى طالبته الوفاء بالوعد. ذهبا سوياً إلى أقرب مكتب لاستقدام العاملات. تناولا الألبوم وبدأ الاثنان في استعراض المواصفات. كان أبو نصر أميل لاستقدام عاملة عادية الطول والجمال ولا يمانع إذا كان فيها شيء من الحطيئة ليتجنب غيرة زوجته وليدرأ عن أهله ومنزله فال الحسد والشؤم .
ولكن أم نصر كانت تحاول اختبار صلابته بعد أن أصبح موسراً ولتطمئن أنه لم يلعب بذيلة في بلاد الغربة. فوقعت عيناها على فتاة جميلة متهدلة الشعر مع عيون بيضوية وشفاه إبرية. وقالت لأبي نصر أريد " ماجينا". فقال أبونصر أظن أنها غير نشيطة لأنها ستمضي معظم يومها أمام المرآة. وبعد أخذ ورد وقع الاختيار على ماجينا. وصلت المنزل وكانت أجمل بكثير من الصورة.
كانت تبدو خجولة لا تظهر عندما يكون أبونصر في المنزل إلا ورأسها مغطى. لا تنظر للأعلى ، لا تتكلم مسفيدة من المثل العربي السكوت من ذهب. ما شاء الله يردد أبونصر حمداً وشكراً لأنه مرضي وقد وفق في شغالة بنت حلال. لم يرق الأمر لأم نصر ، حيث كانت تحثها على بعض الحركات لتتأكد من أن رأس أبوصقر لا يدور ولا يزال في مكانه. سنة سنتين والشغالة تنام في غرفة البنات ، تساعد أم نصر في كل الأمور النسوية التي تدخل والتي لا تدخل ضمن نطاق عملها. وذات مساء أثناء عودة الشغالة من البقالة صدمتها سيارة ونقلت للمستشفى. وكانت المفاجئة:
ألو أخ أبونصر... ماجينا عاملتكم لدينا ..نريدك لبعض الوقت .
وبسرعة البرق وصل المستشفى بصحبة أم نصر وهما يدعوان بسلامتها طول الطريق.
سأل الطبيب عن المدة التي أمضتها ماجينا لديهم.
فقالت أم نصر سنتان. وتابع الطبيب : ألم تلمحا عليها أي سلوك غريب.؟ قالا وبصوت عالي لا.
قال : منذ متى أنتما زوجان؟ . قالا : منذ ثلاثين عام .
فقال: للأسف ما جينا ذكر وليست أنثى .
أغمي على الأثنين...ونقلا لغرفة الانعاش وهما يتمتمان... في بيتنا رجل يا وزارة العمل . والله يجازي من كان السبب ..
ملاحظة: القصة مهداة لأخي سمعة لعله يحولها إلا مشهد فكاهي ليتعظ منها المجانين.
sameer_hamdan70@ hotmail.com