حينما يكون الوطن عشقًا ووجعا
أ.د. خليل الرفوع
01-01-2022 01:12 PM
غالبتُ فيكَ أشواقي فردني إليكَ سمتُ بهائك وتجليتَ نورسا على شرفة المدى وغرة الهوى، لكم أوجعتني يا أيهذا الوطن بحدِّ الحب وقسم الوفاء، ولكم غبتَ كرِعشة الشجى قريبا في الروح كبرياءَ عزة وصلاةَ مودِّع وتسبيحةَ أوّاب، على ساحل القلب تمددتَ نشيدًا كامل الفرح والنشيج، وتغني للصباحات العتيقة والمصاطب الدافئة والدروب الحزينة والخوابي الشهية ومواويل الرعاة وتجاعيد الوجوه الباسمة.
كما أنت ستكون نورا ونارا تدثر أحلامنا وأوجاعنا بضوء الأرض وخضرة السماء ودمعة ثكلى أودعت وحيدها طهر ثراك.
لكَمْ نحلُمُ أن نراك كما أنت مبجّلا ما بين رموش العين وجفونها وقد توارى بالحجاب كل الطارئين على عتبات قدميك وكل السارقين للصُّواع المقدس وكل الذين تناسلوا من خِلسة شقوق العقوق وأفتَوا بنهب القافلة وسَلب ما في الرواحل من متاع محرم.
وقوفًا أيها العشاقُ ففي نواصيكم وطن عصي على الأسى والهُلْك واليباب. وقوفا فقد سِيْلَ جرحُه ولم تخدشه أسنة الرويبضة وألسنة العابرين ونكث الماكرين وصخب المصطرخين.
سيقولون إنشاء شاعر وما كان الشعر إلا جمالا وبرا يعيد الأشياء إلى دورتها والشهادة إلى فرسانها كيلا يصدأ الكلام على سفوح الحناجر وبياض القلوب.
في أفواه عشاقك مياه شُجّتْ بمشمول الطهارة حتى هزيع النزع ، لكن لم يستبنِ القومُ السبيل والرُّشد سُحْرَةً أو بُكُورا وكم بطُرُقات الحي من مُحِلٍّ ومُحرم.
لك نجواي وما ترامى على الشغاف من زهرات لو يدُمْنَ قتلْنني وما أنا بالدّاعي لك بالرّدى وقد حللتَ بأعلى شاهق من تَهيام الكلام فلا القلب يسلاك ولا النفس ملّتِ . ستبقى غمامه و ظِله وطَلَّه فلا حُلّ عقدةُ الوصل ولا العروة الوثقى فقد وُطِّنَتِ النفس على ضحاك واطمأنت على رضاك ، وما زلّت عن دَنَف بك ولا تسلّتِ.