مع نهاية عام وبداية عام جديد تكون البشرية قد دخلت في حركة كونية جديدة ستحمل مشهدا جديدا كما ستحمل أحداثا جديدة لن تعيشها الا مرة واحدة كما لا يمكنك من استكمال معايشتها اذا ما دخلت بأخرى هذا ان الحياة قطار وهي تسير باتجاه واحد وفيها محطات تحمل عناوين متغيرة وحواضن مختلفة فما ان تنتهى محطة حتى تدخل بمحطة اخرى قد تختلف بمحتواها كما تتغير بمضمونها وان كانت تتفق في الشكل العام في طريقة النظرة وطبيعة المسير فما كان يمكنك معايشته في السابق قد يمكنك مشاهدته لكن من منظور مختلف ومن ابعاد متباينة فان زاوية النظرة للمشهد العام تتغير بتغيير المنظورة فان كان ساقطة.
كانت معايشة وان كان راسية كانت بعيدة وانت كانت افقية دخلت بحيز جغرافي وان كانت ذات رؤية حملت جملة من باب التمني.
ولان العناصر الذاتية فيها محدودة والحواضن المناخية في تغير دائم و ميزان التقييم بحركة مستمرة فان نظام الضوابط والموازين يتغير حسب زاوية النظرة ويتشكل بمقدار بيئة الاستجابة فما كان يمكن معايشته هو مختلف عن ما يمكنك مشاهدته وان كان الحدث هو ذات الحدث لكن ميزان التقييم بات مختلفا وهذا يدل ان معظم التقديرات التي ترسم هي تقديرات نابعة من صور انطباعية تقوم عناوينها على زاوية النظرة وطبيعة حركة التشكيل وتبقى الحقيقة تدور في فلك الأسرار الكامنة التي لا يعرف ماهيتها سوى من نال شمولية الإحاطة وعلوم محتواها.
ان البشرية وهى تدخل للعام الجديد في اتون علوم معرفية عميقه قد تتغير فيها حواضن المعايشة بصورة كلية بعد ما بدأت تتضح عناوينها الرئيسة بمتغيرات طالت الحواضن الجينية والأجواء مناخية بعد دخول البشرية في مناخات كورونا واجواء الانحسار المناخي الاصطناعي التي تعرف بالكيمترول وهو ما يشير إلى ان الحواضن البيئية باتت متغيرة كما وتدخل البشرية للعام الجديد في ميزان متغير اخر يتداخل فيه العالم الوجاهي بالعالم الافتراضي بما يعرف بالماورائي هذا إضافة الى ان موازين اخرى قد تطال حالة النقدية من خلال اذا ما تم الشروع بإصدار الدولار وهذا ما يعد متغيرا منهجيا في الحالة الاقتصادية والنقدية وسيكون لذلك انعكاس بمؤشر على طبيعة الحالة الاجتماعية والقوة المالية واما المتغير الاخر فان يتكون نتيجة العلم السيبراني الذى سيطال حالة التعليم ومنهجية التعلم وهذا ما يحتاجة الى استدراك في الكيفية والمنهجية واليات العمل في المنظومة التعليمية.
اذن العالم يدخل للعام الجديد من باب المتغير الذى تتغير فيه الحواضن كما تتبدل فيه الوسائل وهذا ما بجعل العام القادم يعد من السنوات المفصلية والفصلية فان تغير وسائل العمل يعني تبدل بالأولويات والسياسات وما كان يمكن معايشة في الماضي سيكون لا جدوى من استخدامه في المستقبل فعندما تغيرت بيئة المحتوى فان تتغير وسائل العمل سيكون تحصيلا حاصلا وهذا ما بحاجة الى تغيير يطال الهيكلية الإدارية في كثير من جوانب العمل وهو ما تحاول استدراكه الدولة الاردنية من خلال عملية تتابع إصلاحي تطال الكثير من المظاهر المعيشية والحياتية حتى ندخل في زمن المتغير بطريقة سلسة ويسرة وهذا ما نأمله وما نتمنى ان يكون في العام الجديد.
(الدستور)