رأس السنة الميلادية
اللواء المتقاعد مروان العمد
31-12-2021 12:18 PM
انا لن احتفل بالسنة الجديدة. نحن اساساً غير مسموح لنا ان نحتفل على فرح، فالغناء ممنوع والعزف ممنوع والضحك قلة قيمة، والاعياد بدع الا ما كان منها لزيارة القبور. فهل تريدون منا ان نحتفل على مآسينا وعلى عمرنا الضائع وعلى الحزن المقيم داخلنا ؟ والمصيبة فأن هذا الاحتفال المأساة استكثروه علينا وعتبروه كفراً وخروجاً على الدين. انا عن نفسي لن احتفل وبنفس الوقت لن ابكي على السنة التي توفيت لاني اريد ان اوفر دموعي للبكاء على السنوات القادمات اذا قدر الله ان نعيش بعض ايامها، ولن اقول كل عام وانتم طيبون ولكني سأقول كل عام وانت نادمون على سنة مضت. وهذه العبارة ولو كانت سوداوية الا انها تتضمن الدعوة لكم بالعمر المديد لتروا المزيد من افراحنا لا بل اقصد أحزاننا.
هذا ما كتبته في السنة الماضية في نفس اليوم والمناسبة. وقد ذكرّني بها الفيسبوك اليوم. ولقد وجدت ان ما يعبر عن نفسي في السنة الماضية هو نفسه الذي يعبر عنها في هذه السنة، بل لربما هو اشد واقسى. فبالاضافة الى الدماء التي استمرت في الجريان في بعض دولنا العربية لأشباع نهم وعطش مصاصي دماء الشعوب، فاننا اكتوينا بداء افقدنا الكثير من احبائنا ودمر اقتصادنا وغير كل اسلوب حياتنا. كما اكتوينا في هذه السنة بزيادة اختلافاتنا والتي حولناها الى صراعات بيننا تكاد ان تعصف في وحدتنا وتعيدنا مئات السنين الى الوراء، والى زمن داحس والغبراء وحرب البسوس. فكيف لنا ان نحتفل وهل يحق لنا ان نحتفل؟ بل هل نستحق ان نحتفل وكل ما حصل في بلادنا صنعناه بأيدينا (صناعة محلية ) ولحساب كل من يدفع الثمن.
غداً عام جديد، وغداً يوم جديد ولكن ما لن يكون جديداً هو هذا العبث الذي نعيشه والذي يسعون الى نشره بيننا كما نشروه ببقاع أخرى من بلادنا العربية.
ولكن وقبل ان انهي كتابتي بهذه المناسبة وبرغم الالم الذي نعيشه والذي يمنعنا من الاحتفال حتى في اعيادنا الدينية فأن ذلك لن يمنعني من ان اقول للجميع مسلمين ومسيحين كل عام وانتم بخير، اعاد الله عليكم هذه المناسبة وانتم في حال افضل من هذا الحال، وانا لن ابالي لمن يقول بعدم جواز ذلك وحرمته ولهم اردد قوله تعالى ( قل هو الله احد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً احد ). واقول لهم ان سيدنا محمد صل الله عليه وسلم آخر النبيين وان الدين عند الله الاسلام وان سيدنا عيسى هو نبي الله وانه كان مسلماً حنيفاً. وانا عندما اقول للمسيحي الذي تربطني به علاقة جيرة وصداقة وزمالة عمل او شراكة والذي يقف مع اخيه المسلم على الثغور للدفاع عن الوطن، عندما اقول له كل عام وانت بخير فأنا ادعو له بالخير، وليس لهذا الدعاء علاقة بمعتقداته الدينية وهل هي صحيحة أو غير صحيحة، فهذه امرها الى الله عز وجل والذي جاء في محكم آياته ( لكم دينكم ولي دين ) فكفانا حملات تحريم وتكفير وكفى ما اصابنا من هذه الحملات من ويلات. فهل نعود الى رشدنا. وقبل ان اختم اقول لكم مسلمين ومسيحيين في وطني الاردن الذي يتساوى به الجميع بالحقوق والواجبات والذي يسعى البعض في هذه الايام للحصول على الحقوق لوحده والقاء الواجبات على غيره، كل عام وانتم سالمين ووطننا الاردن، وقيادتنا الهاشمية بخير