"ما ظل" ناقصنا غير بِدَعِكم !
اتقوا الله فينا، ففينا ما يكفينا من جراح لم تلتئم بعد، جراح تتجدد مع طلة كل فجر، جراح لن تلتئم الّا اذا كنا على قلب رجل واحد مخلص نقي طاهر منتمي، الصلاح والإصلاح همّه وعنوان عمله وجهده.
اتقوا الله وارحموا الناس وأنفسكم، لا تُصرّوا على استحضار عهد الجاهلية، ولا تكونوا أحفادًا لـ قوووم "داحس والغبراء" فتاريخهما أفل وانقضى وأصبح مثالًا للتندر على ما كانت تقترف أياديهم وعلى ما كانوا يفعلون!
اقتتلوا من أجل فرسين سبقت أحداهما الأخرى وأنتم تعاركتم بسبب كلمة أمرها محسوم! الّا اذا كان وراء الأكمة ما وراؤها!!
خدشتم هيبة المكان وحياءه وشوهتم صورته، فجعلتموه مسرحًا للهرج والمرج والتراشق بمفردات تصم الآذان وتقشعر من سوئها الأبدان، فحلّقت أحداثه في فضاء لا محدود فضاء سيكون شاهدًا على ما كان منكم ذات زمان.
صونوا النعمة والثقة و"الأسلوب" الذي أوصلكم الى ذاك المكان ولا تكونوا سببًا جديدًا في شقائنا وعثراتنا وتقهقر مسيرتنا واثبتوا أنكم كنتم أهلًا للثقة وعلى قدر المسؤولية فلا تُلهكم معارك جانبية ولا تغركم مواقف "دونكوشيتية" فالبطولات تكون بالإنجاز والإبداع والعطاء والحرص على وطن يستحق منا كُلنا صدق الانتماء وخالص الولاء والتضحية بصرف النظر عن المغانم التي ننال ونستحق وهي كثيرة بين أيدكم.
كُل بني آدم يملك لسانًا خلقه المولى عزّ وجلّ لذكره وتمجيده وتنزيهه، خلقه للقول الدافيء والموعظة الحسنة والنصيحة وحلاوة اللفظ، لا للشتم والذم والقدح.
أما الأذرع فقد خلقها عزّ وجلّ لتمسك قلمًا ولتقلّب صفحات كتاب أو جهاز حاسوب أو بندقية وما شابهها أو، أو، وأو لمحو أميةٍ أوقعتنا فيها تكنولوجيا العصر وكذلك للدفاع عن النفس إن استدعت الامور ذلك، لم يخلقها للأذى والتباهي بقوة القبضات التي تمتهن الأذى وتهوى الاستعراض.
انتبهوا وتعقّلوا فمصيركم مرهون بجرة قلم.