الاستقامة والموضوعية والتجرد عن هوى النفس وادانة الذات حينما تكون مخطئة من كريم الصفات وعظيم الشمائل ومن مروءة الرجال وهي ضرب من الشجاعة في قول الحق ولو كان مرا علقما والكلمة اذا خرجت لا تعود والحدث اذا وقع لا مرد له وإنما الاعتراف فضيلة والانكار رذيلة وبؤس وافتقار إلى الجرأة المنشودة وتضليل للحقيقة وهروب من المواجهة.
ما احوجنا إلى التبصر والبصيرة وعزة النفس وحملها على ما يزينها بالنطق بالحق والتراجع عن الباطل وسفه المواقف واخذ العبرة ورفعة الذات بالتنزه عن المغالطات والتسويف وخلط الأوراق ببعضها.
لكل حادث حديث ولكل حدث سبب او اسباب ولكل حادثة ملابسات ولكن الذي جرى في مجلس النواب يوم أمس من تلاسن وعراك وشجار وإطلاق للعبارات النابية يحيط به الغموض ولم يذكر سبب وجيه لما جرى من جلبة وفوضى وادى إلى تأخير عمل المجلس علما بأن حرية الحديث في المجلس يحميها الدستور والنظام الداخلي ضمن قواعد الأدب والنظام العام.
الخلاف في الرأي ظاهرة صحية والموافقة والقبول او الرفض حق مصون تجاه اي تصويت على قرار او قانون ولا يستلزم دعمه بالعنف او الشتائم فذاك من ترف الانحراف عن جادة الصواب.
بعد ذلك كله خرج كل طرف من أصحاب الاشتباك ليبرر موقفه ويبرأ نفسه ويدين الآخرين بما جرى تحت قبة المجلس ولم نر واحدا يقول انه أخطأ وانه يعتذر للشعب الأردني الذي يمثله واوصله ليكون ممثلا له تحت قبة البرلمان.
كم كان جميلا لو وقف أحدهم وبجرأة الرجال واعترف بخطأه واعتذر عن ممارساته وكم كان سيكون كبيرا لو فعل ذلك ولكن هيهات هيهات.