الرهان على شجاعة القادة اللبنانيين
سامي الزبيدي
24-07-2010 02:56 PM
كما كان صمود سورية الضمانة الوحيدة امام الاستهداف خلال السنوات الاربع الماضية فان ضمانة المقاومة اللبنانية في قوتها وصمودها فقط، فغابي اشكنازي الذي يبدو انه مطلع على القرار الظني للمحكمة الدولية المكرسة لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري يعلم بمضامين السيناريو الذي سيواكب اصدار القرار باعتباره القائد الميداني الذي سيتعامل مع تداعيات القرار الظني على الارض.
اذن يراد للبنان ان يعاود الكرة ليلج نفقا مظلما محمولا على اتهامات سياسية صرفة معدة سلفا لتخدم مشروعا اسرائيليا اميركيا ينهي المقاومة ويضعف سورية ويقطع يد ايران القريبة من اسرائيل، وهو المشروع ذاته الذي اعلن فشله – المؤقت – في الرابع عشر من آب علم 2006 غير ان هذه المرة يراد للبنان ان يدخل نفق الفتنة الاهلية لتغرق المقاومة في حرب اهلية يسهل بعدها الاستئصال بالمبضع الاسرائيلي الذي سبق وان فشل في المهمة سابقا عبر مواجهة مباشرة.
شجاعة رئيس اللقاء الديمقراطي وليد حنبلاط ينبغي ان يتمثلها قادة الرابع عشر من اذار فهذه الشجاعة المتمناه -بالاضافة الى صمود المقاومة - هي القادرة على تجنيب بلاد الارز السيناريو الجهنمي الذي يراد للبنان واللبنانيين ان يلجوه.
تحذير الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء الخميس الفائت من ان هناك مشروعاً كبيراً يستهدف المقاومة، ولبنان والمنطقة بعد فشل كل الخيارات السابقة وكل التجارب السابقة له ما يبرره ويدعمه خصوصا وان خطورة الامر تأتي من خلال استغلال قضية محقة وعادلة وعاطفية يجمع عليها اللبنانيون وهي قضية استشهاد واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
هناك استعصاء في الملف الفلسطيني وقادة السلطة يراد اذلالهم عبر المفاوضات المباشرة المتزامنة مع التهام ما تبقى من ارض عبر الاستيطان وهناك فشل مدو في اعتماد سلسلة العقوبات بحق ايران فيما يتعلق بملفها النووي وهناك تنام للحضور السوري سواء عبر التحالف مع طهران او انقرة او كلاهما وهناك فشل ذريع في المشروع الاميركي في العراق لذلك فان المحاولة لاستعادة زمام المبادرة الاميركية الاسرائيلية تأتي عبر لبنان وعبر ضرب مقاومته.
ولكن كيف يمكن ذلك بالنظر الى تجربة تموز؟
المطلوب اغراق المقاومة في مواجهة داخلية -عبر القرار الظني للمحكمة الدولية- ليسهل ضرب المقاومة واضعاف سورية وعزل ايران عن المنطقة وهو مشروع بدأ الاعداد له فور فشل عدوان تموز.
ضمانة المقاومة في قوتها قبل كل شيء والرهان يبقى على شجاعة القادة اللبنانيين الاساسيين في منع انزلاق بلدهم الى اتون الفتنة التي لن يستفيد منها سوى القتلة في تل ابيب.
الراي
Sami.z@alrai.com