الراقصون والراقصات في رام الله
ماهر ابو طير
24-07-2010 02:54 PM
في رام الله الجديدة ، وعلى مسافة قصيرة من المسجد الاقصى ، تتناسل عشرات النوادي الليلية والمراقص والخمارات.
رام الله التي كانت قلب الانتفاضة الفلسطينية الاولى والثانية ، تحولت الى مدينة اخرى على يد السلطة ، مدينة اخرى اوقدت الشموع خلال قصف غزة الاخير ، وكأنها مدينة غربية تتضامن مع شعب منكوب تسمع عن اخباره من نشرات الاخبار.
رجالات "دايتون" كسروا روح الضفة الغربية ، ومشطوها امنيا ، وحاربوا كل مشهد اسلامي ، وخنقوا كل روح مقاومة ، الى الدرجة التي يقول فيها محمود عباس قبل ايام في عمان انه لن يسمح بتسلل حماس الى الضفة الغربية ، وهو في الكلام يعلن عنوانا جديدا للضفة الغربية ، سره تغريب الضفة وتحويلها الى مكان محايد لاعلاقة له بقضية فلسطين.
المسجد الاقصى يتم اقتحامه من اليهود ، والمسجد مهدد بالهدم ، والقدس تصادر اراضيها ، ويطرد اهلها الواحد تلو الاخر ، والمخطط الغربي والاسرائيلي للضفة الغربية يقول ان على السلطة ان تحولها الى ضفة محايدة ، لاعلاقة لها بقضية فسطين ، و بمايجري في القدس ، كيف سيرفع الله هذا البلاء عن فلسطين ، والضفة الغربية تحولت الى ضفة بلا اظافر ، تم خلع اظافرها على يد السلطة الوطنية نيابة عن اسرائيل.
وصلنا الى اليوم الذي اصبحت فيه رام الله موقعا للمراقص والنوادي الليلية والخمارات ، وفي مقابل ذلك تتم محاربة المساجد في الضفة الغربية واغلاق الجمعيات الخيرية الاسلامية ، وكل ماله علاقة بخط اسلامي بذريعة "حماس" على الرغم من ان المشروع الجاري ليس له علاقة بمناوئة "حماس" وله علاقة فقط بتحطيم بنية القضية الفلسطينية ، عبر ارسال النشطاء في الضفة الى السجون ، واغلاق المؤسسات الاسلامية ، وقمع الناس ، ثم بدء انتاج ضفة غربية جديدة ، من كازينو اريحا قبل سنوات وصولا الى مراقص رام الله ونواديها الليلية.
حكومة سلام فياض ترخص لكل هذه الاوضاع المشوهة ، وتسمح بها ، بل ان فياض يذهب ليصافح وزير الدفاع الاسرائيلي المجرم ايهود باراك ، وكأن شيئا لم يحدث ، وتقدم السلطة الوطنية الخدمة الاكبر لاسرائيل حين تواصل لعبة جدولة الوقت حول مفاوضات مباشرة او غير مباشرة ، فيما اسرائيل تستغل الوقت لابتلاع ماتبقى من الضفة الغربية ، وتهويد القدس.
المسجد الاقصى على بعد كيلومترات من رام الله ، وفي رام الله يتم السماح للمواخير بأن يخرج رأسها في مدينة مازالت عمليا قيد الاحتلال والحواجز ، وكأن لادين هناك ولامروءة ولااخلاق حتى تتذكر كل الشهداء والجرحى والاسرى وعذابات شعب تحت الاحتلال.اسرائيل ذاتها لم تجرؤ على ترخيص خمارة او ناد ليلي في رام الله ، فجاء هذا على يد من يدعي انه صاحب القضية.
مادامت السلطة تريد لأهل رام الله ان يرقصوا ويسهروا ، فلا تلوموا اذن اليهود حين يرقصون على جثثنا في كل مكان.
الدستور
mtair@addustour.com.jo