رعت وزارة الشباب خلال الأسبوع الحالي برنامجا تطويريا يتعلق بالمتغيرات المناخية تحت عنوان "السفراء الشباب في العمل المناخي"، وقد تضمن البرنامج مساهمات نفذها شباب وشابات أردنيون وفي سياق الملتقى السادس للرياديين الشباب تحت شعار "الريادة في الملتقى الأخضر والتغير المناخي" كمحور من محاور الاستراتيجية الوطنية للشباب. وقد كان اللقاء ترجمة لأهمية العمل الشبابي في مواجهة التغير المناخي، ودور الشباب في صناعة المستقبل، وما يجب القيام به من أجل الحد من مخاطر ارتفاع حرارة الأرض، وتأثير ذلك على الحياة بشتى أشكالها؛ وسيكون لذلك انعكاسات على مساهمة الشباب الأردني كجزء من الشباب في العالم، وقد تم تقديم بعض المبادرات من قبل مجموعات منهم تسهم في إعادة تدوير مخلفات المصانع من القماش والكرتون لغايات صنع الاكسسوارات، وبرك مائية تعمل على الطاقة الشمسية لغايات السباحة وتربية الأسماك.

وباستعراض ما تقوم به وزارة الشباب في البعدين الشبابي والبيئي، يتضح أن القائمين على الشأن البيئي لديهم فرصا للتعاون لتحقيق منجزات بيئية، وأن الرسالة التي يؤديها هؤلاء الشباب هي رسالة العالم المتحضر اليوم، فالتغير المناخي هو الذي دفع أعظم دولة في العالم -حسب التصنيف الدولي- أن تقوم بتعيين وزير مخضرم كجون كيري -وزير الخارجية الأمريكي الأسبق- ليكون مسؤولا عن ملف التغير المناخي في حكومة جو بايدن تعبيرا عن أهمية المحافظة على الكوكب؛ وبهذا تكون مبادرات الشباب تحت مظلة وزارة تُعنى بهم هي وزارة الشباب، هي الطريق الأمثل لوضع الشباب في موقع حمل المسؤولية المجتمعية والتوجه للعمل الطوعي الخادم والنافع بإطلاق وتنفيذ مبادرات تحظى باهتمامهم، واهتمام المسؤولين في وزارة تحمل اسمهم، وبهذا يكون تمكين الشباب في الملف البيئي هو مساهمة حقيقية مجتمعية على خارطة الاستدامة الخضراء، وتكون النتيجة المضي قدما في تأطير هذه المبادرات لتكون منجزات ومشاريع يمكن أن تدر دخلا عليهم وعلى عائلاتهم وتوفر فرص عمل للباحثين عن وظائف في الواقع الاقتصادي.

لقد راق لي خبر هذه المبادرة التي تقوم بها وزارة الشباب وهي تضع نصب أعينها الشباب كهدف يعنى بهم وهم الشريحة الأكبر من حيث التعداد السكاني، وفي واقع حجم البطالة بين الشباب نجد أن هذه المبادرة والمبادرات المشابهة تمكن من صيد عصافير كثيرة بحجر هذه المبادرات، فهي تحقق إنجازات اقتصادية وبيئية واجتماعية في آن معا، إذ تتوافق هذه الإنجازات مع الخطة التي تدفع بالدولة والدول المانحة إلى تقديم مساعدات تسهم في الحد من البطالة والنتائج السلبية للتغير المناخي، كما وتدعم طاقات الشباب وتوجه القدرات التي يمتلكونها، وتشكل بديلا عمليا لواقعهم الاجتماعي، إذ صار سوء توظيف وسائل التواصل الاجتماعي مفسدة لحياتهم، ومتلفا لوقتهم وصحتهم وأدمغتهم، وقد تقود هذه المبادرات لتفعيل توظيف التكنولوجيا وتقنياتها في الاستدامة الخضراء وغيرها، وبذلك تكون قد تم استثمارها لتوفير الوقت والجهد وغيره... وتسعى هذه المبادرات إلى تمكين الشباب والابتعاد بهم عن المفاسد التي يحققها الفراغ الذي يستشري في الجسد الشبابي في جميع أنحاء العالم، وفي الطريق البدء بالقضاء على بعض أشكال البطالة القابعة في كل بيت من بيوتنا تقريبا.

والعالم يتجه إلى الكثير من المتغيرات التي تطيح بآليات الإنتاج، ويتحول في كل معطياته إلى تغول المنصات والتطبيقات، صار من اللازم أن يتحول الشباب وهم في حقيقة الأمر يتجهون للاستفادة من عوالم افتراضية إيجابية؛ من خلال التحول في التعليم للاستفادة من نواتج الثورة الرقمية وحيثياتها، ولذلك صار الشباب على وشك التكيف الكامل مع العالم الافتراضي، والاستفادة منه بذات الطريقة التي جعلت الكثير من المجتمعات قد تحولت إلى مضاعفة الإنتاج، وسعت بها تغيير آليات العمل الاجتماعي والسياسي لتصير دول شبه متقدمة.

على الشباب أن يضعوا الأهداف وأن يخططوا للوصول إليها بالتكيف مع المبادرات التي يضعونها هم بأنفسهم، أو تتبناها مؤسسات محلية ودولية.