طلب لجوء «سياحي» «قديمٌ جديد» إلى مادبا!!
حيدر محمود
30-12-2021 12:04 AM
هل فيكِ يا «يا مادبا» ديرٌ ألوذ بِهِ
ممّا أُلاقيهِ من ظُلْمٍ، ونُكرانِ
أنا ابنُ «عمّان»، لكنّي الغريبُ بها
وغيرُ أحبابِها.. أحبابُ عمّانِ!!
أنا ابنُها، وعيونُ الكونِ تعرفُني
من لونِ عينيَّ، أو من شكلِ أَجفاني
سُقيتُ منها النَّدى طفلاً، وإذْ وَهَنَتْ
منّي العظامُ.. استباحتْ «أَحمري القاني»!
باللهِ يا ديرُ.. قُلْ لي: هل تَرى أَثَراً
في الوَجْهِ إلاّ «لغسّانٍ»، و»عدنانِ»؟!
هل ذلك الوَقْعُ، إلاّ وَقْعُ أَحْصِنَتي
وذلك الرَّجْعُ، إلاّ رَجْعُ فرساني؟!
وهذه النّارُ.. إلاّ بعضُ ما تَرَكوا
من نارِ أحزانِهِمْ، في نارِ أحزاني؟!
أنا أُولئكَ.. والشّيِحُ الذي زَرَعوا
شِيحي.. وهذي الرّمالُ السُّمْرُ كُثباني!
وهذه الرّيحُ ريحي... لن يُنازِعني
على محبّتِها قاصٍ.. ولا دانِ!
يا «مأْدبياتُ».. يا أَغلى البناتِ على
قلبي.. أقولُ: على قلبي ووجداني!
هَيّئْنَ لي من «نبيذِ الدَّيْرِ» أَعْتَقَهُ
لعلَّ نيرانَهُ يُطْفئْنَ نيراني!
ضاقت بيَ الأرض.. ضاقت بي بما رَحُبَتْ
وَوَحْدَها «مادبا» تأْسى لأَشجاني!
هَيّئْنَ لي في رحاب «الدَّيْرِ» زاويةً
فيها أُقَضّي بقايا عُمْريَ الفاني!!
*»بمناسبة اختيارها عاصمة سياحيّة للعالم، وأستميحها العُذْرَ في التأخّر عن الوصول.. والسّبب أنّ «الباص السريع» ما غيره لم يكن سريعاً بما فيه الكفاية»!!
الدستور