الاسلاميون مجددا .. لماذا يرفضون بعنف
أحمد جهاد
29-12-2021 06:32 PM
ما أن يرفض الاسلاميون شيئا إلا ويستبقونه بأحداث من فوضى وتجييش، لا يقولون كلمتهم بديمقراطية الصناديق والاقتراع والتصويت العلني، رغم أن الوسائل هذه جميعها متاحة امامهم مع امكانية تبريرها بالحديث لكسب التأييد، لكن ما يفعلونه اصبح يروح باتجاه نفور الآخرين.
لماذا اندلعت مشاجرة النواب، ومن هم الضاربون فيها، والأهم من هم المضروبين؟
القارئ للمشهد يرى أن طرفي الخلاف الاصليين رئيس المجلس عبد الكريم الدغمي والنائب سليمان ابو يحيى لم يضربا او يُضربا.. ولم يتدخل أي من انصارهما، بل انتهى الخلاف بينهما بترفع عن الصغائر، وكان قد ينتهي بلغة القانون قبل أن يقرر الدغمي طي الصفحة بينهما..
الضارب الأكبر في المشاجرة كان رئيس فرع حزب جبهة العمل الاسلامي في العقبة عضو كتلة الاصلاح حسن الرياطي، والذي انهال ضربا على من اخطأ ومن لم يخطئ، وكل من ضرب سواه كانت ردات أفعال..
يبرر الرياطي ضربه هذا لحظة دخوله المجلس دون معرفته ما يحدث، بأنه غضب لله ورفضا لما سمع من شتائم تمس الاعراض، لكنه لم يضرب ذلك المسئ وحده، بل انهال "بالكفوف والبوكسات" على الجميع..
يظهر مقطع الفيديو المتداول للمشاجرة وبوضوح، أن النائب اندريه حواري تدخل بين الطرفين للفصل منعا لمزيد من الاشتباك، إلا أنه ناله الكم الأكبر من الاعتداء..
الدفاع عن الله ورسوله ورفض الكلمات النابية التي تمس الأعراض، لا يبرر الاعتداء بالضرب حتى في شرع الله، جميعنا نغضب لله سواء كنا حزبيين ام لا، لكن الدفاع عن الله لا يكون إلا بما شرعه من اخلاق.
الشجار يبدو أنه كان مخططا له سابقا، بانتظار لحظة الصفر، غير محددة اطرافه، لكن "الهدف مرصود" فلا بد من اثارة بلبلة على التعديلات الدستورية قبل البدء بمناقشتها، وربما اضاعة الفرصة لتلك المناقشة الديمقراطية، ولذلك بدأت جلسة النواب الثلاثاء مشحونة..
من تابع النصف ساعة الاولى من الجلسة كان مدركا تماما أنها لن تنتهي دون مشاجرة، حتى وإن لم يكن متوقعا أن تصل إلى هذا الحد..
الاسلاميون ذاتهم تعاملوا بهذا الاسلوب مع انتخابات نقابة المهندسين للتعديلات على قانون النقابة، توجهوا الجمعة إلى قاعة الاجتماع، واثاروا ذات البلبلة، وتهجم المهندسون على بعضهم الاخر، ثم فض الاجتماع، وبدأ الحشد قبيل يوم الاثنين، لتحقيق الهدف الذي كان مرصودا ايضا وهو افشال التعديلات..
في اجتماع الجمعة كان بامكان القائمة البيضاء اعلان لماذا ترفض هذه التعديلات إلا أنها لم تفعل، والغيت دون أن يعلم أحدا لماذا..