كتبت أمس مقالة عن خبرة سنتين في المركز الوطني للمناهج، وقلت حققنا عددا من الإنجازات، ولكن هذه الإنجازات واجهت عقبات ومعيقات، بل قلت في بلادنا هناك تحالف ضد الإنجاز، المهم: قال كثيرون إنك تبرر الفشل وتنسبه إلى ظروف غالبا ما كانت خارجية من باب الدفاع عن القصور، سأكتب لاحقا بالتفصيل عن النجاحات والهزائم ولكن سأكتفي هنا بذكر مبادئ الفشل والإحباط وليس بنود وتفاصيل هذا الفشل!!
1. هناك أسباب وعوامل موضوعية مثل، تباين المفاهيم، وتباين الخبرات، وتباين الأهداف، ففي كل عمل قد تجد أصحاب الرؤى والرسالات، إلى جانب فنيين قد لا يحتاجون إلى رؤى!!
ففي المناهج مثلا، يستطيع صاحب الرؤية أن يرى المنتج قبل صدوره وأن يرى محتوياته وشكله بل والحوارات الصفية التي قد تجري في كل صف، بينما يرى الفني أو التقني أن مهمته تكتمل عند حشد المادة الدراسية والصور الملونة في الكتاب، ولن يرى صورة الكتاب إلَا عند اكتماله.
2. وهناك تباين في الفلسفات التربوية أيضا، مثل من يرى الكتاب حوارا أو منطلقات لحوارات وبين من يرى الكتاب مادة تحفظ ليقدم بها امتحان .
هناك من يرغب في توفير وقت كاف للنقاش وآخر يرغب في تقديم مادة جديدة في كل درس.
3. وهناك تباين بين من يريد عرض مادة دراسية ترتبط بحاجات الطلبة، وبين مادة دراسية ترتبط بالقوانين والمعلومات العلمية، هناك من يريد عروضا تناسب تمايزات الطلبة، وهناك من يريد عرضا موحدا تسير عليه جميع الدروس في جميع المواد .
4. وربما لخصت ما سبق باختلاف بين التربويين وبين الفنيين، علما بأن العالم لم يعرف كتابا دون مشاركة حقيقية من التربويين، ولذلك هو صراع فلسفتين: فلسفة الطلبة وفلسفة المادة ،فأصحاب فلسفة الطلبة يرون: نحن لا ندرس العلوم أو التاريخ للأطفال، بل ندرس الأطفال أنفسهم، وشتان بين من يدرس مادة ومن يدرس طفلا!!
طبعا : النظام يريد السهولة والإنجاز السريع، ولا يريد غير ذلك، وهكذا كانت الكتب المنتجة.
قد أكتب بتوسع حول هذه الموضوعات!!