مع اطلالة مجلس نواب اردني بحلة جديدة وبرئاسة جليلة بقيادة عبدالكريم الدغمي، خير خلف لخير سلف عبدالمنعم العودات، وتوقعات ان مجلس النواب الاردني ٢٠٢١ - ٢٠٢٥ سيكون "مميزاً ومتميزاً بمختلف المعطيات"، وخاصة في ضوء مهام جديدة وحساسة تتعلق بتعديلات الدستور الأردني والتشريعات والقوانين والأنظمة و الأحزاب، علاوة على مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، ومجلس الامن القومي، بات من الضروري ان يلتزم كافة أعضاء مجلس النواب بقواعد الاتيكيت والبروتوكول والمجاملة. وهذا عرف دولي لا بد ان يتقن السادة أعضاء مجلس النواب هذه القواعد والاصول والمهارات. وقد جرت العادة في الدول المتقدمة عقد دورات في الاتيكيت والبروتوكول لاعضاء المجالس النيابية والتشريعية ومجالس الشيوخ ومجالس الشورى والعموم واللوردات.

ولكي يكون هناك انسجام وتواؤم بين السادة اعضاء مجلس النواب اولاً والجهاز الاداري في مجلس النواب ثانياً، لا بد بل من عقد ندوات في مهارات الاتيكيت والبروتوكول والمجاملة، وذلك للقيام بواجبهم البروتوكولي على اكمل وجه في ضوء المسؤوليات والمهام الكبيرة في التعامل مع السادة الاعضاء وضيوف الرئيس وضيوف السادة النواب سواء المحلين او الدبلوماسيين من الدول الشقيقة والصديقة وكذلك الوفود البرلمانية الزائرة للأردن، او الوفود البرلمانية الاردنية في حالة قيامها بزيارات برلمانية خارج الاردن. هنالك مهارات في الاتيكيت والبروتوكول والمجاملة لا بد ان يتقنها ويلتزم بها سواء النائب او موظف مجلس النواب، بهدف تدعيم قدراتهم على التعامل مع هذه المهارات، من خلال منحهم دورات تدريبية في الإتيكيت والبروتوكول والمجاملة والمراسم والتشريفات لمدة اسبوع على اقل تحديد، ولعدم الوقوع في إشكالات.. و احراجات.. ربما يكون لها عواقب وخيمة، ليس على مستوى المجلس او النائب او الموظف، ولكن على الاردن بشكل عام و سمعة الأردن الخارجية بشكل خاص.

وتتمثل هذه المهارات و القواعد بالنقاط التالية:

مفهوم الاتيكيت و البروتوكول و الفرق بينمها

مفهوم المجاملة ومفهوم القبول من الآخر

احترام الرأي والرأي الاخر، والالتزام بقواعد السلوك والنظام الداخلي

اصول التقديم والتعارف والمصافحة وبطاقات الزيارات

الحديث والإصغاء.

لغة الجسد والنموذج الدولى للوقوف والسير والجلوس ووضع ساق على ساق للمرأة والرجل

استعمال المايكروفون و الوقوف على المنصة الرئيسية تحت القبة.

اداب المائدة من حيث ترتيب الجلوس على المائدة و استعمال الملاعق والشوك و السكاكين والكاسات والفوط.

اشكال الموائد و ترتيبها , و توقيتها غداء او عشاء او حفل استقبال او حفل شاي

الحديث على المائدة و ضيف الشرف و ترتيب الجلوس حسب الاهمية الرسمية.

اللباس الرسمي

الاستقبال والتوديع

استعمال الهاتف

صعور السلم الدرج و استعمال المصعد

السلام والمصافحة للرجال والسلام والمصافحة للسيدات

التقبيل

استعمال الالقاب الرسمية لجلالة الملك و العائلة المالكة و الاشراف والسيدات والرجال والمسؤولين و رجال الدين.

دخول قاعة الاجتماعات الرئيسية و قاعات الاجتماعات الفرعية.

مهارات الحديث و فن الالقاء.

قبول الدعوات الرسمية و الاعتذار عنها.

استقبال الضيوف الرسمين و توديعهم في المكاتب و في المطار و عند الخروج من الحافلة و عند استقلالها.

الاعتذار في حالة السهو او ارتكاب خطأ ما.

الهمس و اللمز والغمز.

التشريفات الملكية و المراسم.

قضايا ومسائل بروتوكولية برلمانية.

إشكالات بروتوكولية برلمانية.

تمثل النشاطات المتنوعة لمجلس النواب واعضائه ( في مجال العلاقات البرلمانية الخاصة والعامة ) الركيزة الاساسية في بناء منظومة العلاقات الاستراتيجية , كون العلاقات البرلمانية لا تكترث للنتائج الآنية التي تحققها تفاعلاتها العامة , بل توجه جل اهتمامها نحو تحقيق التكيف والانسجام والترابط بين مجلس النواب واعضائة والقواعد الانتخابية ، لهذا فأنها بحاجة لامتلاك لكل هذه المهارات من اجل تمثيل المؤسسة البرلمانية بكافة توجهاتها وسياساتها واتجاهاتها ، نحو الناخب والراي العام ( الجمهور ) بأفضل صورة ممكنة.

ونظرا لأن مهمة النائب في مجلس النواب تمثل الناخب وكذلك بناء السمعة الطيبة على المستوى الوطني و الخارجي ، ومن خلال انشطته المتعددة ، وبالاعتماد على الدبلوماسيه بما تتضمنه من التزام بقواعد البروتوكول وفنون المراسم واصول الاتيكيت وقواعد اللياقة والمجاملة في العمل السياسي . ونظرا لأن أعمال وانشطة النائب البرلماني ترتبط بالعديد من الاطراف الرسمية وغير الرسمية والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية المحلية او الدولية ، فانها بحاجة لاضفاء الطابع الدبلوماسي على علاقاته مع تلك الاطراف. وبالتالي يمكن القول بأن العلاقات العامة لعضو مجلس النواب التي يضطلع بها هي جزء اساسي من مهمة الدبلوماسية في مجلس النواب، وخاصة على صعيد التفاوض والحوار و المناقشات و الجلسات والحصول على المعلومات ورعاية مصلحة الناخب وكذلك رعاية مصلحة الحزب الذي يمثلة وجمهورة الذي يمثله.

ويحتاج بناء السمعة والشعبية البرلمانية الى الكثير من المهارات الاتصالية والادارية ولكون السمعة البرلمانية تعتبر بمثابة واجهة مجلس النواب، فاعضاء مجلس النواب هم على اتصال مباشر بالاعلام والناخب ومؤسسات الدولة العامة والخاصة ومنظمات المجتمع المدني المحلي والدولي، وهذه الاحداث ينبغي حضور النائب البرلماني وفقا لمراسيم وبروتوكولات معينة حسب الانظمة السلوكية المتبعة في المكان الذي ينظم فية الحدث ، ناهيك عن ضرورة الالتزام بكامل أداب السلوك، واصول الاتيكيت، والالتزام بهذه الانظمة ينبغي ان تشمل جميع نشاطات عضو مجلس النواب بدون استثناء.

وتقتضي ضرورات بناء السمعة التزام النائب بقواعد سلوكية متينة ، تلزمه بحسن المعاملة والصدق والاخلاص في التعامل ، والقدرة على اقامة علاقات ودية ، بهدف كسب الثقة وتحقيق التفاهم المشترك ، وهذه السلوكيات هي نفسها السلوكيات التي دعت اليها كافة الاديان والمعتقدات وطبقها جميع الانبياء و الرسل والمبشرين ، وقد اصبحت معروفة في المجتمعات بآداب الاتيكيت وهي قواعد متفق عليها في جميع الدول ، وقد تختلف اختلافا ليس بسيطاً من بلد الى اخر وفقا لظروف وعادات وقيم كل دولة.

وبالتدقيق بهذه المهارات نجد انها من صلب ديننا الحنيف وعاداتنا و تقاليدنا العربية الاصيلة قبل ان تكون مهارات مكتسبة من الغرب او الشرق او الشمال اوالجنوب .تيمناً بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ادبني ربي فاحسن تأديبي، وانك لعلى خلق عظيم , و لوكنت فضاً غليظ القلب لانفظوا من حولك , و لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا و تسلموا على اهلها.

لا يكن احدكم امعة.. وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق، ويد الله مع الجماعة.

ومن خلال تجربتي بداية في المجلس الوطني الاستشاري ١٩٨٠-١٩٨١ ( البرلمان ) الذي كان يضم خيرة الخيرة من أعضاء نجلهم ونترحم على من توفاه الله منهم أمثال دولة احمد اللوزي أبو ناصر ومعالي أحمد الطراونة، ومعالي سليمان عرار، وندعو بطول العمر لمن هم على قيد الحياة. ومن خلال مسيرتي الوظيفية في وزارة الخارجية / إدارة المراسم وعملي كدبلوماسي وسفير لسنوات عديدة والقاء العديد من الندوات والمحاضرات وورش العمل في الأردن والخارج ومحاضر في المعهد الدبلوماسي الأردني، ومعاهد دبلوماسية في دول شقيقة ودول صديقة. بات من الضروري ان يكون أصحاب المعالي والسعادة أعضاء مجلس النواب لديهم المام ومعرفة ودراية في مهارات الاتيكيت والبروتوكول والمجاملة، مما ينعكس بأثر إيجابي على الأعضاء أنفسهم وعلى مجلس النواب وسمعة المملكة الأردنية الهاشمية بشكل عام بشكل عام.