حالنا اليوم نحن الأردنيين جميعا، حال يبعث على الحزن والأسى والحيرة، عندما تتحول ساحة القبة البرلمانية وبما لها من "حرمة" وطنية، إلى حلبة صراع وقتال.
نبكي نحن الشعب الصابر المصابر فقرنا وبطالتنا وتردي ظروفنا الإقتصادية والإجتماعية ولا ندري إلى أين نحن ذاهبون، ونبحث عن رجال رجال راشدين يداوون الجرح العميق ويخرجوننا ونحن معهم من هذا الواقع المذل وبالكاد نجدهم.
وإن وجدناهم، نجدهم "حيارى" صابرين خارج السيستم ليس لهم في "المزاد" وجود، أو قلة داخل السيستم، وحيارى أيضا حيث يتطاول عليهم من يسوى ومن لا يسوى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
لك "الله" يا بلدنا الحزين المغلوب على أمره، فهذا هو اليوم حالنا ونحن نبدأ مئوية جديدة من عمر دولتنا التي أسس بنيانها وبناها في الزمن الصعب المر، رجال نترحم اليوم على أرواحهم جميعا، رجال كانوا "شيوخا" حقيقين لا طارئين في السياسة والإجتماع قلوبهم على الأردن لا على نفوسهم ومكاسبهم ومناصبهم والمغانم، بئست المغانم والمكاسب والمناصب.
والله، إن في الفيه "سم" وليس ماء، فماذا نقول وقد قلنا وقلنا حتى مل القول من قولنا، عن وطن حر شريف وشعب وفي صابر، يجيل الطرف في الأرجاء بحثا عن رجال كانوا رفعة في عفة القول والموقف والسلوك والإخلاص الصادق في خدمة الأردن الغالي ومضوا راضين مرضيين فقراء في المال أثرياء في حب الوطن.
نبحث عن الكلام فلا نجد منه سوى ما يغث الخواطر ويسمم الأبدان ويبعث على الأسى، فلا نملك إلا رفع الأيدي إلى السماء متضرعين إلى العلي القدير أن يجيرنا وبلدنا مما هو آت، إذا ما إستمر هذا الحال العابث على ما هو عليه لا سمح الله ولا قدر بإذنه تعالى.
بصراحة.. أرى ولأول مرة في حياتي أن على خد الأردن "دمعة " حرى تجرح قلوبنا جميعا نحن من "ندعي" حبه، والحرص على حاضره ومستقبله وطنا ظل ودوما عصيا على المؤامرات والمصاعب والأهوال، وهو اليوم "حزين يذرف دمعا " ولسان حاله يقول.. يا قلة رجالي الذين كانوا. وكان في لغة القرآن لغة العرب. فعل ماضي ناقص !. لا حول ولا قوة إلا بالله. هو تعالى من أمام قصدي.