"تكميلية" الثانوية العامة والتطمينات المطلوبة
فيصل تايه
29-12-2021 12:12 AM
تبدأ يوم غد الخميس ٣٠ كانون الأول "تكميلية" امتحان شهادة الدراسة الثانويه العامة ، في الوقت الذي انتهت "وزارة التربية والتعليم" من تنفيذ خطة الاستعداد بأعلى مستويات المهنية وتحمل المسؤولية لخوض غمار هذا الامتحان في محاولة منها لتجاوز ذات التحديات وذات الظروف الاستثنائية التي مرت في الدورة الامتحانية السابقة ، فقد استنفرت كافة طواقمها وكوادرها القديرة والخبيرة ، والتي تسهم دوماً بإنجاح العمل من أجل امتحان يحقق الاهداف بروح من المسؤولية العالية ، هذا ونحن على ثقة تامة بسلامة إجراءات وزارة التربية والتعليم خاصة فيما يتعلق بتهيئة الأجواء النفسية المناسبة والهادئة التي تبعث على الطمأنينة لإجراء الامتحان بكل همة ومسؤولية ، ما يوفر الفرصة لطلبتنا الأعزاء ممن اخفق سابقاً او رغب في رفع معدلة لإعادة او تعديل نتيجته وتصويبها .
ان وزارة التربية والتعليم ما زالت تحرص ان يبقى امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة امتحاناً وطنياً سيادياً ، فهو معيار النظام التعليمي الوطني وحصيلته ، لذلك فهي تكافح من اجل المحافظة علية ورُقِيِّه وتطويرِه باستمرار ليصل الى افضل المخرجات ، وتحقيقاً العدل والمساواة ، اضافة إلى قناعتها ان هذا الامتحان ليسَ "نهايةَ مرحلةٍ" أو "بوابة للمجهول" بل ضماناً لمستقبل ابائنا ، وعلى الرغم من اننا نمرّ في ظروف استثنائية بسبب سيطرة الحالة الوبائية العامة والمستجدات التي تفرضها جائحة كورونا وما رافق ذلك من ظروف تعليمية ودراسية استثنائية ارتبطت بالمشهد الكوروني ، ما يفرض الاستمرار في تطبيق الاستحقاقات الصحية واللوجستية لتوفير أفضل شروط السلامة والوقاية للطلبة ولطواقم الامتحان على حد سواء ، فالوزارة تعي تماما انها تدير ملف الامتحانات "هذه الفترة" في ظروف وأوضاع حساسة ، لذلك عمدت باستمرار لاتخاذ إجراءات صحية احترازية ، مع وجود تنسيق متكامل مع كافة الجهات ذات العلاقة للعمل بشكل تام لتوفير مقومات انعقاد هذه الدورة في أجواء آمنة ومريحة يطمئن لها الطلبة وأولياء الأمور ، بالالتزام بالبروتوكول الصحي الخاص الذي يحكم كافة مفاصل الامتحان ، ما يقتضي اتخاذ جهات الاختصاص قرارات ميدانية رشيدة مستندة إلى واقع الأمور ، لذلك فان وزارة التربية تتمنى من المجتمع الاردني بكافة مكوناته المساعدة والحرص معها على إنجاح امتحان شهادة الثانوية العامة ، والتمنيات على الجميع الحفاظ على أجواء مريحة وهادئة تُمكّن أحبتنا الطلبة من الجلوس للامتحان دون أي توتير لا طائل منه .
اننا نعي تماما ان اجواء التوتر المعتادة التي ترافق موسم امتحانات "التوجيهي" ما زالت تشكل المشهد المسيطر على الطلبة وذويهم ، فقد تعودنا كل عام ان نعيش في حالة طوارئ وجوٍ من القلق الذي يرافق موسم الامتحانات ، فإذا كان " في بيتنا توجيهي " ذلك يتطلب من " الأهل " مزيداً من الرعاية النفسية التي يفترض توفيرها لأبنائهم الطلبة ، من أجل تجاوز هذه المرحلة بكل ما تحمله من ضغوطات ، فمن واجب كافة المؤسسات التربوية الحاضنة للعمل التربوي ضرورة أن تزرع في نفوس أولياء الأمور والطلبة "على حد سواء" مزيداً من التفاؤل بالمستقبل في ديمومة الحياة المعاصرة ، "فالمنهجية التقليدية" التي فرضت عليهم لا تأخذ الا جزءاً قليلاُ من التحولات الاجتماعية ، لذلك فعلينا ان نستغل طاقاتنا الايجابية لنبعث برسالة محصنة بالذكاء العاطفي نطمئنهم من خلالها على فلذات اكبادهم ، ويكون مضمونها الكلمة الطيبة في أرض عطشى لنسقيها بحب واهتمام في انتظار ما ستنبت من شجرة وارفة الظلال يستظل بها السائرون الى الامتحان من طلباتنا الاعزاء ، هذا ما يحتاجه الاب والام والاخ والاخت والطالب نفسه ، ما يجعل قلوبهم تنتشي راحة وهداة بال وثقة بان القادم جميل ، وهذا ما اكدته وتؤكده وزارة التربية والتعليم مراراً ، لذلك وبعد كل هذا وما يجب فهمه هو ان نبتعد عن العصف التساؤلي الذي يجرنا الى المنطق التخوفي المستشري الذي يربك الطلبة ويوترهم .
إننا ونحن مقبلون على قاعات الامتحان "يوم غد" لا بد من أن ننظر إلى تعب القائمين على هذا العمل الوطني ونثمن كل جهودهم الطيبة، وحرص من يدير هذه الوزارة لاستدامة العمل وضمان حق الطلبة ، والحرص على توظيف كل الإمكانيات لهذه العملية ، والاستعانة بكافة الكوادر الفنية التي تعمل ما بوسعها وتحدت مختلف التحديات بهمة الشرفاء ، فتحية خالصة لكوادر وزارة التربية والتعليم فهم يستحقون منا كل الثناء والشكر ، ويبقى دور أولياء الأمور "للتذكير مرة أخرى" هو السيطرة على قلقهم وقلق أبنائهم ، واتباع تعليمات الوزارة بالالتزام بالإجراءات الاحترازية "كما سبق واشرت" ، فاطمئنان الاهل ينعكس إيجابيا على الابناء ، وذلك بالحرص على تهيئة الجو الهادئ لدراسة أبنائهم من خلال تقديم الدعم المعنوي لهم ، وتهيئتهم التهيئة اللازمة لأداء الاختبارات، وإبعادهم عن الضغط النفسي والقلق والتوتر وخلق جو اسري إيجابي ، وعدم الضعف والاستسلام أمام كل الظروف .
وأخيرا نتمنى لفلذات اكبادنا ابائنا وبناتنا طلبة الدورة التكميلية كل التوفيق والنجاح ، فكلنا أمل أن يعودوا لاجتياز هذه المرحلة بكل عزيمة وإصرار وأن يحققوا أهدافهم وامانيهم وتطلعاتهم وصولاً لمرحلة جديدة في حياتهم المستقبلية لطالما حلموا بها وعملوا جاهدين للوصول اليها ، فهم أصحاب الهمة العالية التي تعودنا عليها فبإرادتهم سيحققون المستحيل.
بقي القول أن قلوبنا معكم "ابناءنا الطلبة" وعقولنا دائمة التفكير بكم ونحن على ثقة أنكم ستحصدون ثمرة تعبكم وجهودكم لنفرح سوية عند إعلان النتائج ..
مع أطيب الأمنيات بالنجاح والتفوق.
والله الموفق..