رأي على هامش ما جرى في مجلس النواب بجلسة تعديلات الدستور
د.محمد جميعان
28-12-2021 06:20 PM
ما حدث في مجلس النواب اثناء محاولة تلاوة رئيس اللجنة القانونية توصيات لجنة التعديلات الدستورية، وذلك من اشتباكات عنيفة بالايدي والكفوف، مشهد تناوله الكثير من زوايا ظاهر الامر، او بحسب ما بثته المشاهد، وجلها من باب الاسى والاسف، واخرى من جهة الفكاهة؛ من عدالكفوف ولون الخدود، ومن كف ربخ، من دورات متقدمة في القتال بالايدي والمدافشة وهكذا..
لكن هناك زوايا اخرى تتعلق بالمضامين وخلفيات المشهد باعتبارها الاهم والاخطر، صحيح ان ليس كل ما يعلم يقال وليس كل ما يشاهد يمكن تحليله، ولكن تبقى المضامن وخطورتها وعمق اثرها على الوطن واهله ومستقبل اجياله هي بيت القصيد، وارى انها هي التي دفعت المشهد الى هذا النحو، وان هناك من لا يريد ان يؤتى الوطن بسوء من قبله، ويندفع لدرىء ذلك بكل السبل، وفي حالة ذهنية يمكن تفهمها، من قاعدة ان القبول بالنقاش هو قبول بالمضامين عموما، وبالتالي يصبح الخلاف ثانويا، سيما عندما يكون الامر جلل وخطير جدا يتعلق بمستقبل امة واجيال ويتعلق بالابناء والاحفاد، فالامر مختلف، والتفهم يفرض نفسه حتى لو جاء ظاهر ما جرى غير مقبول ومؤسف..
ارى ان ما جرى بمجمله من تشنج الى عنف الى صراخ الى مشهد اصبح بمتناول الجميع بما فيها الفضائيات العالمية، هو بمثابة تصويت عفوي، رغم انه مؤسف ، على تعديلات ربما تاخذنا الى فتنة لا قدر الله ، وان اللجان التي فصلت ذلك اخطأت، وجاءت ردود الفعل منذ البداية على هذا النحو الواضح جدا، وارى ان الحكمة في ردها اصوب واحكم واضمن للوطن واهله..