عَسَل .. وغَزَل .. وحتّى جَميد!! «الإهداء: إلى لا أحد»
حيدر محمود
28-12-2021 12:13 AM
سأَكتبُ عن «عَسَلِ النَّحْلِ»،
أو «غَزَلِ النّمْلِ»..
أو رُبَّما عن «عيون المَها»
أو.. رُموشِ الهِجانْ!
سأكتبُ عن عالمٍ، لا يُحاسَبُ فيه
على نَبْضِهِ القلبُ،
أَوْ تُسأَلُ الرُّوح: أين تروحُ -إذا طَلَعَتْ-
وإذا نَزَلَتْ..
لا يُصادرُها «فَرَمانْ!!»
وأَعرِفُ أنّ «أَبا الطّيّب المتنبّي» سَيَغْضَبُ
حين يَرى أَنّني أَتهرّبُ
من أن أُسمّي الأُمور بأسمائِها
ويَضْرِبُ كفّاً بكفٍّ.. ويَعْجَبُ كيف انتهى الشُّعراءُ
إلى الاقتناعِ برَبْطِ «حزامِ الأَمان»!
- لأَنّ «الحكومةَ» مُقْنعةٌ؟!
وَهْي تَعرِفُ مصلحةَ الشّعب، أَكثرَ مِنْهُ
وأكثرَ حتّى من «البرلمانْ»!
ولكنّه -أَقصدُ الشّعر- مُنْفَلِتٌ دائماً
وطويلُ اللّسانْ
يُشاغِبُ، حتّى على نَفْسِهِ..
وَيُخالِفُ.. ثُمَّ يَظَلُّ يخالِفُ..
حتّى يُدانْ!!
ولكنْ: أَقولُ ولكنْ..
أَنا ونقيضي الذي فيَّ يُشْبهُني
وشَبيهي الذي ليس يُشْبهُني
لستُ إلاّ أنا...
وما كنتُ في أيّ يومٍ سوايْ!
وَمَهْما اختلفتُ معي، لا يُفَرِّطُ حُزْني بِحُزْني
ولا يَتَخَلّى الأَسى عن أَسايْ!
جَمْرةً، جَمْرةً أستعيدُ الحريقَ من الماءِ
والماءُ مِلْءُ فمي..
وَهْوَ منذ اكتشافِ دمي..
ما يزالُ يُراودني عَنْ دمي!
ويراودُني الليلُ عن حُلُمي..
فَطُلْ أيُّها الليلُ.. أو لا تَطُلْ
سَيَظلُّ يُضيءُ الدُّجى.. أَلمي!!!
الدستور