هناك ملاحظات واسعة تشير إلى أن الفكر الداعشي ينتشر بسهولة أكثرَ بين المهندسين والأطباء، وأصحاب التكنولوجيا. وأن قيادات التطرّف والإرهاب تنتشر بكثرة بين المهندسين، ولم يلحظ لدى الإرهابيين وجود أي شاعر أو فنّان، أو عالِم اجتماع واقتصاد، بل هناك إعلانات عن حاجة المنظمات الإرهابية إلى مهندسين وتكنولوجيين، وهذا يمكن فهمُه، فالمهندسون يتقنون التفجيرات، والتكنولوجيون يتقنون الاتصالات، وهما أبرز أداءات التطرّف الإرهابي: تفجيرات واتصالات.
وفي إحصاءات موثقة تفيد بأن نسبة مهمّة من الإرهابيين في بريطانيا كانوا مهندسين وأطبّاء، وتكنولوجيين، وقد كتبت في هذا سابقا.
على ضوء ذلك؛ ليس غريبا على ما حدث على هامش اجتماعات نقابة المهندسين في هذا الأسبوع، والذي فهمت أن فئة ما اشتهرت بخلط الأمور وسيلة لتحقيق أهدافها قد اعترضت بشكل غير أخلاقي أو غير مهني على نظام انتخاب تمثيلي نسبيّ! فلربما شعرت بقوّتها ورفضت مشاركة اتجاهات أخرى بنسبة حجمها. ففي الانتخابات المنطقية من الطبيعي ألا تكون هناك أكثرية ساحقة وأقليّة ساحقة، بمعنى أن يفوز تيّار بكامل الأعضاء إذا كسبوا عشرين صوتا، ويخسر تيّار آخر بسبب العشرين صوتا.
لن ندخل في جدل على قانون الانتخاب، لكن لماذا لا يريدون إدارة تضمّ القوى جميعها؟ إن هذا التيّار يستخدم الديمقراطية وسيلة للإقصاء والسيطرة، وهم في الوقت نفسه يتنكرون لها ولقيمها ومبادئها.
قلت ذات حين إلى مروان المعشر: لو حدثت انتخابات حرّة في الأردن، هل ستُتاح لك الفرصة للتحدث أمام الجمهور؟ قال: إنهم إقصائيون!
وأخيرا، أرجو أن تبقى نقابة المهندسين مِهنيّة منطقية وبعيدةعن التطرّف! أما لماذا يتطرّف المهندسون، فقد يكون هذا في مقال قادم.