من سبعينيات القرن التاسع عشر والعالم منشغل بمبرر اكتساب الخطوط السوداء والبيضاء على الحمار الوحشي، وتكاثرت النظريات منذ ذلك الوقت لحل هذه الأحجية التي كان طرحها المأسوف على شبابه تشارلز داروين.
هل هي للتمويه والتخفي مثلا؟؟؟
أم تعكس الحرارة؟؟
أم أن لها دورا اجتماعيا للتزاوج على الهوية الممغنطة؟
آخر نظريات العلماء هي أن هذه الخطوط تهدف إلى إبعاد الذباب الطفيلي الماص للدماء عن هذه الحيوانات، حيث أثبتت الدراسات أن هذا النوع من الذباب الطفيلي يبتعد عن السطوح المخططة ويميل إلى السطوح ذات اللون الواحد، وقد وجدوا كميات ضئيلة من دماء الحمر الوحشية في جوف الذباب الطفيلي، مع أن وبره أقل من نظائره من الحيوانات الأخرى.
لاحظوا أن ما زبط مع الحمر الوحشية لم يزبط عند بني يعرب الأفذاذ، ورغم أننا وضعنا الكثير من الخطوط لنحمي أنفسنا من ذباب الفساد الطفيلي إلا أنه امتصنا ولعن سنسفيل أبونا، دون أن نجرؤ حتى على حك أنفسنا أو الانتفاظ حتى يطير ذباب الفساد عنا، لأن هذا الفساد كان لديه الكثير من المبرراتيه والكتبة الذين سوقوا علينا أحقيّة هذا الذباب في امتصاص دمائنا.
ذبابنا أذكى من الذباب الطفيلي الماص، لأنه وضع نظارات تخفي الخطوط عن نواظره، وتحولنا أمامه إلى لون واحد ...لون الضحايا ...لون المال المستباح....
هكذا اجتاحنا ذباب الفساد الماص للدماء... وما تزال جائحة الذباب الماص توغل في دمائنا.
وتلولحي يا دالية .
الدستور