العقوبات الأميركية وحصادها المر ..
سلامه العكور
23-07-2010 05:12 AM
انتهجت الادارات الأميركية المتعاقبة منذ مطلع النصف الثاني من القرن الماضي سياسة فرض العقوبات الاقتصادية وغيرها على الدول التي ترفض الاذعان لارادتها وترفض الانضواء تحت راية هيمنتها أو نفوذها...
فقد فرضت مثلا على مصر عبد الناصر عقوبات قاسية كان منع بيع الحنطة للحكومة المصرية من أقسى تلك العقوبات..
ونذكر أن الباخرة الأميركية التي كانت تحمل الحنطة الى مصر في مطلع الستينات من القرن الماضي قد عادت أدراجها من حيث أتت بقرار من الرئيس جونسون.. مما دفع الرئيس عبد الناصر رحمه الله الى القول في خطاب تاريخي غير مسبوق :«أن مصر لن تبيع حريتها بالحنطة»..
ثم العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية وحليفاتها في حلف «الناتو» على العراق الشقيق ، وكان الحصار الجائر على الشعب العراقي ثم حظر الطيران العراقي في سماء العراق من أقسى صورها..
وخلال ازمة الخليج ثم حرب الخليج الاولى وبعدها لم يسلم الاردن من العقوبات الامريكية القاسية... وذلك بسبب رفضه الموافقة على او المشاركة في الحرب الامريكية الاطلسية العربية على العراق الشقيق... حيث سجل جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه مواقفا قوميا وحضاريا تاريخيا نفاخر به الدنيا كلها...
ومنذ عهد الرئيس بوش الابن بصورة خاصة تتعرض كل من سوريا ولبنان والسودان وايران وكوريا الشمالية على سبيل المثال لا الحصر لعقوبات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية وثقافية قاسية وغيرها من قبل واشنطن وحليفاتها...
وذلك لكون هذه الدول ترفض الدخول الى بيت الطاعة الامريكية وتريد ان تمارس سياسات مستقلة وفقا لارادتها واجتهادها ورؤاها التي تريد ان تكون بمنأى عن اشكال التدخل الاميركي او خلافه...
ولم تكتف واشنطن بفرض عقوباتها المختلفة على هذه الدولة او تلك ، بل تقوم بتحريض الدول الاخرى كي تنتهج نهجها في فرض العقوبات وكما تريد واشنطن وتشتهي... وهي سياسة استعمارية امبريالية بامتياز. ناهيك عن سياستها الكولونيالية التي مارستها وتمارسها في العراق وفي افغانستان وفي غيرهما من بلدان المعمورة...
وهنا يجب القول ان هكذا سياسة استعمارية قد ثبت فشلها ولم تعد العقوبات التي تفرضها واشنطن وحليفاتها ترعب دولا او منظمات او افرادا ، او تثنيها عن اتخاذ المواقف التي ترى فيها مصلحتها...
لقد حاصرت واشنطن وحليفاتها قطاع غزة تضامنا مع اسرائيل ودعما لسياستها العدوانية والعنصرية وهاهو الحصار الجائر يتخلخل ويتزعزع وتتقوض اركانه...
وليتبين بجلاء شديد ان متاجرة واشنطن وحليفاتها في الاتحاد الاوروبي في المنطقة زورا بحقوق الانسان وبالديموقراطية والحرية الكاذبة قد تعرت تماما وظهر زيفها... وفقدت الادارة الامريكية الحالية صدقيتها ولم تعد تستطيع كسب ثقة الشعوب التي لها مصلحة في بلدانها...فهل تراجع ادارة اوباما هذه السياسية لجهة الكف عنها لحصادها المر؟..