بكل التحايا والمعاني الطيبة استقبل الشعب الواحد على ثرى الأردن ، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ضيف جلالة الملك عبد الله الثاني ، وسط حفاوة قلّ نظيرها في بلادنا لشخصية لفارس صاحب خلق عروبي أصيل له إياد بيضاء على الأمة . يملك الملك السعودي "كاريزما" لافتة جذابة تأخذك وأنت تراقب فعله على ارض الواقع دون تصنع أو تكبر أو منّة ، فهو المحرك النشط منذ أن كان وليا للعهد ، إلى أن تسلم
أمانة خدمة الأمة والحرمين..وأدواره ومواقفه مبنية على نبض الناس وإرادتهم ولم يكن يوما إلى مع أهله ومحبيه .
تلجأ العرب في محنها وآلامها وأزماتها على مدى قرن من عمر الأوطان ، إلى المملكة العربية السعودية لأنها تمثل الصوت المعتدل والموقف النزيه والرابط الأمين لكل أمر من أمورها ، وما اهتمام الملك السعودي الشقيق في أن تكون الأردن ولقائه بجلالة الملك إلا صورة مثلى ومثالا حياً للدور والدورة التي يعمل فيها الشقيق السعودي بلا كلل أو ملل .
إن اتفاق مكة والدور الذي لعبه خادم الحرمين لجمع حركتي فتح وحماس في اطهر بقعة بالأرض كان يعبر عن وعي عميق و دقيق من القيادة السعودية وخشيتها من استمرار صراع إخوة السلاح وتأثيره على القضية الفلسطينية وقدسيتها فكانت مكة هي الملاذ الأخير لإخوة السلاح والنضال فكان الاتفاق الذي أنجز حكومة الوحدة الوطنية ولكن ما جرى قبل أسبوع من انقلاب في غزة على اتفاق مكة وعلى الشرعية الفلسطينية كان مخجلا إلى حد العيب فالمطلوب الآن من حماس إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الانقلاب والعودة إلى بنود اتفاق مكة الذي شكل الأرضية لوحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال . فالمطلوب الآن من الجميع العودة إلى الحوار ونبذ الفاسدين والمفسدين من كل الاتجاهات ومهما كانت انتماءاتهم .
إن اللقاء الأردني السعودي "طيب على طيب" بكل ما حملته اللافتة التي رفعها أهلنا في المخيم على بوابة احد أقواس نصر هذه الأمة ، فالوحدة والأخوة التي تجمع القائدين ستفضي بما يخدم قضايا الشعوب التواقة للارتباط دون الانفكاك وللأمل دون الإحباط وللسلام العادل دون الظلم والظلمات .
أهلا بملك الحكمة والرأي السديد في بلد الإيمان المطلق بحتمية المصير المشترك الواحد والله مع جهودكما لنصرة الأمة وإنهاء حالة ضياعها وتهتك بوصلتها.