استطاع الشعب الفلسطيني حتى الان، افشال مخططات الاحتلال الذي دفع بالمستوطنين لمهاجمة القرى الفلسطينية والاعتداء على ساكنيها لتحقيق عدة اهداف،ابرزها ،جس نبض المواطنين الفلسطينيين وقياس ردة فعلهم على قيام المستوطنين بتنفيذ عمليات اعتداء ومداهمة لعدد من القرى الفلسطينية المختارة بعناية،لو كان الرد الفلسطيني ضعيفا،فسوف تكون الخطوة التالية للمستوطنين ،احتلال القرى او اجزاء واحياء منها ،واسكان المستوطنين في منازل اهالي تلك القرى والاقامة فيها بشكل دائم،ومن ثم الزحف نحو الاحياء الاخرى في القرية الواحدة ونحو القرى المجاورة واحدة تلو الاخرى ،واحتلالها بنفس الطريقة ،والاستيلاء على منازلها واسكان المستوطنين فيها ،بعد طرد اصحاب المنازل من اهل القرى.
الهدف الآخر،اقامة المستوطنات اليهودية في مواقع استرايجية ومهمة،في جبل صبيح الواقع في اراضي قرية بيتا بمحافظة نابلس،واخرى في جبل القميمات الاستراتيجي الذي يتوسط ثلاث محافظات في الضفة الغربية المحتلة،نابلس وجنين وطولكرم،للسيطرة على الطرق الرئيسية بين المحافظات الثلاث،والتحكم بحياة المواطنين الفلسطينيين في القرى القريبة من الجبل التابعة للمحافظات الثلاث،وجعل حياة ساكينها جحيما ،ومواصلة الاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم.
الهدف الثالث،فرض هيبة المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة،وتعزيز تواجدهم وانتشارهم فيها،وتحويلها الى دولة للمستوطنين داخل دولة الاحتلال.
والهدف الرابع،نقل حالة الصراع المحتدم على الارض،بين الشعب الفلسطيني المدافع عن ارضه والمكافح من اجل الحرية والاستقلال والتحرر،وبين الاحتلال الصهيوني العسكري،الى صراع بين المستوطنين والفلسطينيين،لالحاق اشدّ الاذى وبشكل اكبر بالشعب الفلسطيني.
لكن ،رغم التسليح النوعي للمستوطنين، الذين هم متقاعدون عسكريون احتياط منخرطون بالاجهزة العسكرية والامنية الاحتلالية،ومدججين بالسلاح الحديث،وتوفير الحماية لهم من قبل جيش الاحتلال وشرطة الاحتلال والاجهزة الامنية الاحتلالية،التي تملك احدث واضخم ترسانة عسكرية في المنطقة،والتي تحميها القوة العسكرية الاولى في العالم ،الولايات المتحدة الامريكية،الا ان ارادة وصمود وعزيمة الشعب الفلسطيني افشلت تلك المخططات والاهداف،وتصدى لهم المواطنون في القرى المستهدفة واجبروهم على التراجع وخابت محاولاتهم وباءت بالفشل.
ما يقوم به المستوطنون من افعال،ليس رحلة او نزهة بين جبال فلسطين وقراها،بل هو مشروع استيطاني وتخطيط عميق،يقف وراءه المستوطن الاخطر بين المحتلين،رئيس حكومة الاحتلال الحالي نفتالي بينت،الذي اسس حزبه وصمم شعاره الانتخابي على اساس الترانسفير للفلسطينيين من ارض الميعاد،يهوا والسامرة،كما يحلو له ولهم تسمية الضفة الغربية المحتلة.
مثلما حاول نفتالي بينت من خلال المستوطنين ايصال رسالة للفلسطينيين،بأن الضفة الغربية المحتلة بأراضيها وما عليها مستباحة للاستيطان والمستوطنين،ايضا يوجه الفلسطينيون اليوم رسالة للاحتلال والعالم،بأن الشعب الفلسطيني يمسك بزمام المبادرة،وان الانتفاضة الثالثة على الابواب،وصاعق التفجير بأيدي الشعب الفلسطيني،ومتى اراد ان تعم الانتفاضة الشاملة ارجاء الوطن سيفعل ذلك،وهي رسالة تحذير انطلقت خلال الايام الماضية ،من بيتا وبرقة وسيلة الظهر وسيلة الحارثية وسبسطية واوصرين وبزاريا وقريوت وغيرها،وكأن الشعب الفلسطيني اراد ان يبلغ الاحتلال بجيشه ومستوطنيه وحكومته،بأن الشعب الفلسطيني مستعد للرحيل ،فقط الى الجنة وليس الى اي مكان آخر.