أمضيت أيام الأسبوع الماضي على سرير الشفاء في المستشفى، والمرض فرصة للتأمل والمراجعة لمسيرة الحياة ومحطاتها، تبين لك أن بعض محطاتها مر وبعضها الآخر حلو،وكذلك العلاقات في هذه الحياة أغلبها زائف عابر لأنه مرتبط بمصلحة عابرة،وأقلها راسخ ثابت صادق وصافي لأنه منزه عن الغرض والمصلحة، وهذا النوع من العلاقات نعمة كبرى من الله، وقد اكتشفت أن الله من علي بالكثير منها، فأنا مازلتَ أعيش في كنف أم تبدأ يومها بتلاوة كتاب الله ثم تستهل نشاطها بقراءة مقالي في الرأي ، أما أيام مرضي فكانت تكثر من الدعاء لي وكان صوتها يدخل الطمأنينة إلى قلبي أسأل الله أن يديمها وأن ينفعني بدعائها،وأن ينفع به إخواني وأخواتي فقد كانوا الى جانبي وكان وجودهم يقوي عزيمتي.
ومن النعم التي استمتعت بها أيام مرضي، ذرية صالحة فقد أحاطني ابنائى وبناتي بكل الحب الذي يتمناه المرء، حب كنت أقرأه في عيونهم وفي كل تصرف من تصرفاتهم، حتى أن يزن وهو أصغرهم لم يفارق غرفتي للحظة، وكان يرعاني على مدار الساعة،فالحمد الله على الذرية الصالحة،واسأل الله أن تكون من عملي الصالح الذي لاينقطع بانقضاء الأجل،ومثل نعمة الذرية الصالحة،كذلك الزوجة الصابرة المحتسبة العون والستر في أوقات الشدة، فالحمدلله على نعمة الزوجة الصالحة.
ما أريد أن أقوله من خلال السطور السابقة أن الأسرة هي النواة الصلبة لبناء المجتمع وتماسكه وقوته،وأن أي إصلاح للمجتمع والدولة يجب أن يبدأ من الأسرة،لأنها حاضنة القيم ومدرسة المفاهيم ومنبت السلوك، لذلك كان صلاح المجتمع من صلاح الأسرة،وهذه حقيقة أدركها أعداء الأمة فعملوا على إفساد الاسرة من خلال المستشرقيين ثم المستغربين،وهذه مهمة يواصلها احلاس التمويل الاجنبي، وهذا خطر علينا مواجهته من خلال عمل وطني متكامل.
غير نعمة الأسرة فهناك نعمة الأصدقاء ،فقد غمرني الأصدقاء وفي طليعتهم أعضاء جماعة عمان لحوارات المستقبل ببحر من المحبة ومنهم من أشعر بأنه أخي الذي لم تلده أمي ،ولاغرابة في ذلك فقد اجتمعنا في جماعة عمان لحوارات المستقبل على هدف نبيل هو خدمة وطننا وقيادتنا من خلال توظيف خبراتنا وإمكانياتنا لتطويرمجتمعنا نسأل الله العظيم أن يعيننا على المزيد من خدمة وطننا وأن يكون ذلك في ميزان حسناتنا وأن يمتع الجميع بالصحة والسلامة.
الرأي