رسالةُ اعتذار إلى: «الأقصى» و«القيامة» .. وسائرِ المقدّسات!
حيدر محمود
26-12-2021 12:12 AM
الماءُ في فَمي..
والقيدُ في اليَدَيْنْ
فَما أنا بقادرٍ على الكَلامْ
وما أنا بقادرٍ على السَّلام
والسَّيْفُ -حين يَغْضَبُ السَّيّاف-
ذو حَدَّيْنْ!
فَتَحْتُ في صَدْريَ كُوّتَيْنِ: شارِعَيْنِ
للذّهابِ.. والإِيابْ
لكنّني -حين عَبَرْتُ داخلي-
لم أحتملْ رائحةَ الميّتِ، داخلي!
وَقَعْتُ.. مَرَّ أَلفُ عامْ
رَجَعْتُ.. لم أكن أنا أنا!!
كانَ على بوّابةِ المَسْرَحِ حاجبانِ،
يُشهرانِ خِنجريْنْ
ولم يكن ليَ الخيارُ: صِرْتُ ذا وَجْهَيْنْ!
وصَفَّقَ المُشاهدونَ، والممثّلونْ
حين رأوني أُتْقِنُ الدَّوْرَ:
- على الذي يريدُ أنْ يكونْ..
أن يَنْحني مليونَ مرةٍ إلى الأمامِ والوراء
والأَغبياءُ الأغبياءْ
هُم الذينَ يرفضون الانحناءْ!!؟
كان على «البديلِ» أنْ يَسْتَعجلَ الليلةَ
كي أغيبَ ساعةً، عن العيونْ
أَلبسُ فيها «وجهيَ الآخرَ»، والقُفّازَ، والحذاءْ
وكُلَّ أشياءِ الرّوايةِ البلهاءْ
لكنّه لم يأتِ.. مَرَّ «نِصفُ الليلِ»
والمشاهدون قاعدونْ..
ينتظرونَ «البَطَل» الآتي على جناحِ فرسٍ،
أو جَمَلٍ.. أو «بطةٍ عرجاءْ»..
يحمل تحت إِبْطِهِ الزَّعْتَرَ،
والورودَ، والحِنَّاءْ!!
تَقْتُلُني «تَفاهةُ الجمهورْ»..
يَقْتُلني انتظارُه الطّويلُ للزّعترِ، والورودِ
والحنّاءْ!!
أوّاهُ لو يَغْضَبُ واحدٌ
من الجمهورِ؟! لو يَثورْ؟!
لو واحدٌ.. لو نِصْفُ واحدٍ يَثورْ!!
الماءُ في فَمي..
والقيدُ في اليديْنْ
وَقَدَري المكتوبُ أَنْ أُمَثِّلَ الدَّوْرَيْنْ!!
الدستور