« اللغة العربية لغة الحياة»
خولة كامل الكردي
24-12-2021 12:14 AM
يحتفل الوطن العربي والعالم الإسلامي في اليوم العالمي للغة العربية، وإذ تتعرض اللغة العربية في هذه المرحلة الهامة من حياة الإنسان العربي إلى الاهمال والتهميش في بعض المجالات، يدفعنا إلى ضرورة الاهتمام بلغتنا العربية باعتبارها لغة القرآن ولغة الثقافة والتعليم لدى معظم بل جل الدول العربية.
إن الحفاظ على لغتنا العربية المدماك الأول في مسيرة احيائها ودمجها في جميع مجالات الحياة، وتعليم النشء لغته الأم وإزالة أي شوائب قد تعلق عليها كنتاج للحداثة والعولمة! تجعل في بعض الأحيان الاهتمام بها ليس من ضمن سلم أولويات كثير من المجتمعات.
لا ينكر أحد السمات والخصائص الأدبية والفنية التي تتمتع بها اللغة العربية، فهي لغة جميلة تضفي ألوانا من السحر والالق على الشعر والقصص والروايات والنثر وغيرها من المجالات الأدبية واللغوية. وإذ تحتاج لغتنا العربية إلى التوسع في استخدامها وتبنيها كلغة عالمية في المؤتمرات والمهرجانات والاحتفاليات الدولية والإقليمية البارزة، يدفعنا هذا إلى مزيد من الاهتمام بها.
اللغة العربية جذورها ممتدة في عمق التاريخ، بحد ذاتها ترمز إلى الحضارة العريقة التي بناها الأجداد الأوائل الذين اهتموا باللغة العربية وظهرت ابداعاتهم وتفننهم في تطويعها في شتى مناحي الحياة، أضف إلى ذلك قدرتها على التأقلم والتكيف مع التغيرات التي تحدث في العلوم والتكنولوجيا والأدب، استطاع الإنسان العربي الإطلاع على خفايا اللغة العربية وأن يشتق منها العديد من المفردات التي تناسب العصر الذي يعيش فيه. فبالرغم من التطور التكنولوجي والمعرفي الذي توصل إليه العالم، إلا أن اللغة العربية ما زالت لغة شابة في أوج عطائها.
الأجيال القادمة عليها أن تدرك الكنز الذي تمتلكه؛ فاللغة العربية لا يمكن أن تنازعها أي لغة بنقائها وروعتها ونبذها للمفردات الدخيلة، هي بمثابة الغربال الذي يغربل أية شائبة قد تطرأ عليها، لذا يقع على المجتمع والأسرة باعتبارها نواة المجتمع، تعريف الأبناء بأهمية اللغة العربية والعمل على الحفاظ عليها بإدخالها في جميع المجالات: الثقافية والفنية والاقتصادية والتعليمية، وبالنسبة للتعليم الحلم ما زال موجودا أن تعرب العلوم الطبية والإدارية والهندسية وغيرها في الجامعات والمعاهد العربية والإسلامية.
كلنا فخر بأننا ننطق بلغة الضاد لغة الجمال والأدب والعلم، وقبل كل شيء لغة القرآن الكريم، فبتضافر الجهود نستطيع الارتقاء بلغتنا واعتمادها في كل مناحي حياتنا ونقلها إلى العالمية بالتنسيق والتعاون مع الجامعات الأجنبية في مجال تعليم اللغة العربية، نقلة نوعية يفخر بها كل ناطق باللغة العربية.
(الدستور)