تحدي الصفوف الثلاثة الاولى والمخرجات المأمولة
فيصل تايه
23-12-2021 11:12 AM
تعمل وزارة التربية والتعليم على انتهاج استراتيجية تربوية ثابتة تكرس العمل للنهوض بالعملية التربوية والتعليمية نحو أفضل المخرجات، اضافة لتعزيز العديد من الخدمات التعليمية لتوفير البيئة المدرسية المناسبة لتشجيع الطلبة على الاجتهاد والتعلم وكذلك تأهيل الكوادر التعليمية ما احدث تغيرا نوعيا في سير العملية التربوية اضافة لترسيخ وضوح الرؤية وتحمل المسؤولية للعاملين في الميدان التربوي لتحسين المواقف التعليمية بما يحقق الاهداف المرجوة .
الصفوف الثلاثة الأولى تعد في المرحلة الاساسية مرحلة حاسمة ، وذات أهمية كبيرة في حياة الطالب العامة ، وكذلك ذات أهمية كبيرة من الناحية العلمية والتربوية ، وعلى ضوء ما يقدم إليه في هذه المرحلة من معارف ومهارات وما يغرس في نفسه من قيم واتجاهات ، وما يحصله من تجارب وخبرات ، تكون انطلاقة مسيرته في رحاب التربية والتعلم، وإذا كانت هذه المرحلة الدراسية لها هذا الأثر الكبير بوصفها مرحلة تأسيسية ، فإن من أولى الأولويات العناية بها ، من خلال إنشاء جهاز إشرافي مختص ، يسعى إلى تحسين عمليتي التعليم ، والتعلم في هذه المرحلة تحديداً ، وذلك من خلال التخطيط والتنفيذ والتقويم .
أننا وحين نتحدث عن هذه المرحلة البنائية من عمر الطالب يجب أن ندرك ان للمعلم تأثير بارز على التحصيل الدراسي للطلبة ، فالمعلم هو الشخص الملائم لتزويد الطالب بنوع الإثارة التي تمكنه من أن يصبح معلماً نشيطا باتجاه التعلم الفعّال لدرجة التغيير الذي يحدثه في سلوك الطالب وتحصيله ، خاصة عند طلاب في هذه المرحلة الأساسية الدنيا ، لذلك فنحن بحاجة ماسة إلى الاستمرار في تدرب المعلمين تدريبا متخصصاً فعالاً ليتمكنوا من ممارستهم لمهارات التربية العيادية ، بدء من تشخيص وجمع للبيانات حول حاجات طلبتهم ومشكلاتهم وتحليل أسبابها ، ووصف العلاج التربوي المناسب وتنفيذه ، وتقييم مدى كفاية النتائج التحصيلية لديهم عقب العلاج ، وكذلك استخدام أساليب وطرق وأنشطة تعليمية جذابة تحفز الطلبة على الدراسة والاهتمام. اضافة لربط محتوى المناهج الدراسية ببيئة المتعلم بحيث تصبح المعلومات والمهارات المستهدفة وظيفية في حياتهم ، كذلك استخدام أساليب تدريسية تساهم في زيادة دافعية الطالب للتعلم كأساليب تفريد التعليم ، والتعلم الكشفي الموجه ، وتوظيف التعليم الالكتروني وأجهزة الحاسوب في التعليم ... الخ ، حيث لا بد من أن يرتبط هذا الإجراء بمحاولة المعلم التعرف على أسلوب التعلم المفضل لدى تلاميذه ثم بذل مجهود مقصود نحو تكييف الأساليب التدريسية التي يتبعها للأساليب المفضلة في التعلم لدى طلبته ، مع استخدام أساليب تقويمية تقوم على فلسفة تصويب وتطوير أداء الطالب لا التخويف والتهديد .
ان الانظمة التربوية المنتهجة حاليا اضافة للمبارات الهادفة الخلاقة والتي من شأنها النهوض بمستوى الطالب ومنها مبادرة القراءه والحساب المستهدفة طلبة الصفوف الثلاثة الأولى من مرحلة التعليم الاساسي كان لها مردوداً ايجابيا واضحا ، والمطلع لاثر هذه المبادرة سيجد تحسنا واضحا في استجابة الطلبة وكذلك فان هذة المبادرة عملت على تفعيل دور الأسرة في التعاون مع المدرسة مما ادى الى تطوير نهج التشاركية ضمن نهج يؤثر ايجابا على شخصية الطالب .
ان ما يتعلق بضعف الطلبة في القراءة تحديداً ، فان ذلك يشكل تحديا كبيرا ، فالحاجة ملحة لتوظيف جميع المناهج الدراسية الأخرى في زيادة إتقان الطلبة لفنون اللغة وفهمها ، وتلبية المناهج لحاجات الطلبة اللغوية واكتساب المهارات اللغوية سواء كانت كتابية ، او منطوقة ، كذلك يجب العمل على توظيف قراءة القرآن الكريم وتجويده في المراحل ا الاساسية خاصة لما فيه من قدرة على اكساب الطلبة لمهارات القراءة وقواعدها ، مما يدرب الطلبة على القدرة اللغوية في مختلف المجالات ، وهذا يقع على عاتق المعلمين في هذه المرحلة ، مع زيادة الاهتمام بالصحة الجسمية والصحية والنفسية للطالب حتى يستطيع التركيز والعمل على توفير ا لجو أو البيئة المدرسية لكي تزيد من الدافعية لدى الطلبة وتزيد من مستوى انتمائهم للمدرسة ، وكذلك التعاون بين المدرسة والأسرة فيما يتعلق بإتقان المهارات اللغوية ، مع ضرورة متابعة أولياء الأمور لأبنائهم، وتبادل الزيارات المدرسية، وإعداد كتيبات ونشرات ومطويات توجيهية وتدريبية كذلك عقد الأنشطة المدرسية ، وتوظيف الإذاعة المدرسية في محوري التحدث والإلقاء ، والاستماع والإنصات لتدريب الطلبة على حسن الاستماع والتدرب عليه، مما يساعد الطلبة على كسر الحاجز النفسي ، وتنمية القدرات اللغوية المختلفة، وتنبيه الأهالي، بالوسائل المتاحة، على مصادر ومراجع مفيدة لثقافتهم هم، وأخرى لأولادهم بحسب مستويات دراستهم.
اما مادة الرياضيات فلها خصائصها ومزياها فهي تعلم وتنمي التفكير والتبرير وتدرب الطالب على حل المشكلات وكيف يكون ناجحا وواثقا من نفسه إذ أن الطبيعة المجردة للعديد من المفاهيم والأفكار الرياضية تجعل من تعليمها وتعلمها عملية صعبة مقارنة بغيرها من العلوم فالرياضيات تعتبر من المقررات التي تخاطب عقل الطالب وتنمي فيه الاكتشاف وحل المشكلات ، والقدرة على التعامل المنطقي مع ما حوله ، وهذه المادة تعتمد على الفهم والتطبيق . أكثر من الحفظ والتذكر ومن هذا المنطلق كانت المهارات الأساسية للمادة مدخل عظيم للفهم والاستيعاب من قبل الطالب وفقدان تلك المهارات يؤدي إلى عدم القبول والاستيعاب ، لهذه المادة من قبل الطالب .
وأخيرا وان اطلت لكن دعوني اقول : يجب ان نعمل على تطوير العلاقة بين المعلم والمتعلم نحو الايجابية ، اضافة الى تفعيل المنظومة الاجتماعية والقيمية التي لها الدور الفاعل في تعزيز تلك العلاقة ، ما يؤثر سلبا او ايجابا على المخرجات المأمولة للعملية التربوية والتعليمية خاصة فيما يتعلق منها بالصفوف الثلاث الاولى التأسيسية ، والتي تستحوذ بالضرورة على اهتمام المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وصولاً الى منتج نوعي قادر على مواجهة المراحل الدراسية اللاحقة بثبات وبكل همة ومسؤولية .
والله ولي التوفيق
وللحديث بقية