أنا من أتباع نظرية: «إذا لم تضحك لك الحياة دغدغها». ما زلت أذكر ذلك السؤال الدائم الذي كنت أتعرض له يوميا .... شو دخانك؟؟؟؟ في الواقع هو ليس سؤالا بل طلبا لسيجارة، وكنت ستتعرض لسخرية وازدراء من الاخر إذا قلت له ردا على سؤال، شو دخانك، للقول.... ريم أو فيلادلفيا أو أي نوع خان آخر.
لاحظوا .... شحاد السجاير هذا لا يكلف نفسه عناء مذلة السؤال، بل يسالك بكل (احترام) عن نوع سجائرك لمجرد الإطمئنان على صحتك، وعليك أن تفهم الموضوع ولا تجيب بشكل حرفي ، وإلا اتهموك ب(تخنيث الهرج).
هذا سؤال مكشوف ومتفق عليه، لكننا في الواقع نتعرض يوميا إلى عدد هائل من الأسئلة الملتوية المشابهة، التي تسأل شيئا أو تقول شيئا وتطلب شيئا آخرا تماما. وهناك أسئلة خطيرة نجيب عليها عادة بتحفظ، فإذا سألك شخص (شو أخبارك؟) فإنك تشرع في الشكوى والأنين من ضيق ذات اليد واللسان والغدة المعثكلة، خشية أن يكون هذا السؤال الملتوي يقصد منه طلب استدانة النقود.
وحينما يسألك شخص (كيف علاقتك بفلان؟) تعرف بأنه لا يتساءل لمجرد الحديث، إنما سيطلب منك الذهاب اليه والتوسط للشخص السائل للحصول على عمل أو منفعة ما. فتشرع في تطعيج فمك لتبين أن علاقتك به سطحية، أما فلان (أول ضحية تخطر على بالك) فهو وهذا الرجل أكثر من أخوة، وهو يمون عليه تماما، فيشكرك السائل وينتقل إلى الرجل الضحية.
هناك اسئلة نسوية كثيرة تتداولها النساء فيما بينهن، ولست خبيرا بها، لكنها بالتِأكيد تصب في ذات الاتجاه...... تسأل لتطلب .... وهي بالتأكيد أكثر ذكاء من اسئلة الذكور الذين يدعون الذكاء، وتكون الردود عليها أكثر ذكاء وتنوعا من ردودنا.
لكن هناك أسئلة اعتدنا عليها في تآمر عام متفق عليه، كأن يسألك شخص تعرفت عليه للتو (الأخ من وين) وهو لا يقصد إطلاقا اين تسكن، لكنه يسأل وأنت تعرف أنه يريد أن يعرف أصولك ودينك وسنسفيل أبو اللي خلفك.
عزيزي القارئ:
- الأخ من وين، بلا زغرة ؟
(الدستور)