بين فترة واخرى تظهر في الاجواء موجات من التعامل غير الأخلاقي مع البلد ومؤسساتها، ولا يكاد البعض ممن اكرمهم الاردن بفتح ابوابه وارضه ومؤسساته يسمعون عن اي قصة حتى لو كانت غير حقيقيه او نصف حكاية حتى يسارعون الى اخراج مخزون الحقد والكراهية على الدولة الاردنية وجيشها ومكوناتها الاجتماعية وقيادتها، ونسمع ونقرأ من هؤلاء كلاما عن هذا البلد لا نسمعه بحق حتى اعداء الامة وعلى رأسهم كيان الاحتلال، وكأن الاردن كتلة من الظلم والشر بحق الآخرين، وكأن هذا البلد لم يمد يده باي خير نحو اي انسان، وتشعر ان من يكتبون او يتحدثون عن الاردن ان حديثهم ليس عن دولة من البشر بل عن حدائق الشياطين، وان كل من دخل الاردن لقي من اهله الاذى والظلم والإهانة، وان بيوت الاردنيين زنازين تفتح وتغلق على كل من دخل هذا البلد.
ليس المطلوب المدائح تجاه الاردن او النفاق او الاسفاف كما نراه من البعض تجاه دول اخرى، بل المطلوب الانصاف والرجولة، اما نظرية استعمال الاردن لخدمة المصالح بكل انواعها وتخزين كميات من الحقد تظهر مع اي نقص في كمية المصالح المستفادة منه فهذا امر حتى وان تكرر من البعض عبر عقود الدولة الا انه مؤلم بحق دولة وشعب كانوا منذ ان كان الاردن لخدمة قضايا امتهم.
ما زال البعض يعتقد ان الاردن حالة هشة وضعيفة يمكن الاستقواء عليها مع اول موقف لايعجبه حتى لو كانت الدولة على حق، ومع تقدم التكتولوجيا اصبح سهلا اخراج كميات الحقد على هذا البلد ومؤسساته وشعبه بفيديو او كلام مكتوب، طبعا سيجد هؤلاء مناصرين يحملون ذات مشاعرهم الحاقدة تجاه الاردن ويتحول الامر وكأن البلد عنوان للشر والسوء.
ممنوع على الدولة ان تطبق القانون والتعليمات، وممنوع على البلد ان يقول انه قدم لقضايا الامة وعلى راسها قضية فلسطين، وممنوع ان يقال ان في الاردن امور تستحق التقدير ،وممنوع ان يفتخر الاردني ببلده وهويته وجيشه، وممنوع ان يقال ان كلمة خير بحق تاريخ البلد.
مطلوب ان ننصاع لصورة يريدها البعض ان الاردن والاردنيين رمز الخيانة وخذلان امتهم، وان الاردن بلد العدوان على الانسانية ،ومطلوب ان يبقى الاردن موجودا لغايات الاستعمال والاستغلال من البعض .
ربما ان الاوان ان تكون الدولة جريئة في انصاف نفسها ومؤسساتها وقيادتها، وان يكون فخرنا بأنفسنا كبيرا وبشهداءنا وتاريخنا ومواقفنا، فلايجوز الجلوس في الزاوية متهمين مع اننا بلد قدم وفيه شعب محل اعتزاز، والاخر مهما كان هو من عليه ان يثبت انه يستحق التقدير.
لننصف انفسنا، فليس لدينا ما يبعث على الخجل، وليكن كل مسؤل واثق انه يمثل دولة تستحق الاحترام، واننا لسنا ساحة للبعض للاستغلال.