facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إيران وإسرائيل والجزائر


علي الزعتري
22-12-2021 09:02 AM

بغض النظر عن نتائج لقاء ڤيينا بين إيران والمجموعة الدولية بشأنِ برنامجها النووي، فإن إسرائيل لن تهدأ بالاً قبل أن تُحيلَ إيران لكومةٍ عاليةٍ من الهباء. هكذا إسرائيل تريد، ما لم تنقلب إيران على ثورتها من تلقاء نفسها وتأتي بحكمٍ يتوافق وإسرائيل. وقد يأتي هذا الحكم المتوافق بعد أن تنتهي إسرائيل من مهمتها المقدسة لتدمير إيران ولو على أشلاء إيران. الدق على الحديد يفك اللحام وكما فعل الغرب بالاتحاد السوڤيتي سيفعل بإيران. سياسته مزيجٌ من العقوبات والحصار على حسابِ حاجات المواطن تدفع في النهاية لفوران شعبي. كما هو العمل للدخول على خطوط القوميات ومذاهبها والإحاطة بمبررات الإشتباكات الإقليمية القائمة على المذهبية والقومية.

هو عملٌ مُخططٌ من الخارج حول إيران ومن الداخل مستهدفاً ما يمكن استهدافه. للآن إيران هي الرابحة فلا ثورات تهز النظام مع أن التململ والمظاهرات تتكرر ولا حروب أو اشتباكات إقليمية مقلقة.

هل هناك إيمانٌ شعبي إيرانيٌ بدولته؟ لا ندري إن كان فعلاً ومهما قيل عن الانتخابات والديمقراطية بإيران فلا مجال للجزم أن الحكم الحالي هو اختيار الشعب برمته. لكن خلخلة إيران عبر الحصار والعقوبات والأماني بثورة الشعب لن تكفي أعداء إيران. فالسباق هو بين تمكن إيران من الصمود وتطوير قوتها وبالتالي تعاظم فرصة أن لا تتعرض للتهديد بسهولة وبين عدم القيام بشيئٍ عاجلٍ لوقفها قبل حدوث ذلك، وعند إسرائيل لا بد من عملٍ عسكري لدحرجة إيران نحو الانهيار والانصياع لمحو أي تهديد لإسرائيل. لا مجال للانتظار. و عند إيران كل سببٍ يدعو للتصبر حتى بلوغ الهدف الذي تصبح فيه قوةً لا تُهَزَّ بسهولة. مثلها الأعلى صحوة روسيا و مثابرةَ الصين وربما الهند وباكستان، على وقعِ تسلحهما النووي. والشعوب تحب دولها القوية وعندها لن تكون إيران قويةً عسكرياً وحسب لكن اقتصادياً وهو ما سيزيد من الالتزام الشعبي بالحكم حتى لو لم يحبه. وإسرائيل والغرب لا يريدان ذلك.

ستتكلم إسرائيل بهذا الخيار العسكري ليلَ نهار وستعملُ على إنجاز هذه المهمة المقدسة كما تنظر لها. فالعداء ليس وليد برنامجٍ نووي إيرانيٍ ولكنه وليد إيدولوجيةٍ وراءها صواريخَ بعيدة المدى وحلفاء مخلصين. إسرائيل لا ترى في إيران الحالية إلا تهديداً حقيقياً عليها فإيران العقيدة وإيران الترسانة جاهرت بالعداء لإسرائيل منذ اللحظة الأولى وبعد حربها الضروس مع العراق انكفأت للداخل لتطوير قوتها وامتدت للخارج ببناء تحالفاتها وخلق حزبها الإقليمي المناهض لإسرائيل. يختلف الكثير من العرب مع إيران ويرون فيها تهديداً مصيرياً. ومن هذا الإيمان يلتقي الهدف الإسرائيلي وبعض العربي لتقليص التهديد الإيراني للحد الأدني عربياً وإسرائيلياً. غير أن التقليص بحد ذاته مشروعٌ مُختلفٌ عليه.

الحربُ المُتخيلة مع إيران هي ضرباتٌ سريعةٌ و شالَّةٌ لقدرات ايران على الرد وتبادلٌ كثيفٌ للصواريخ من داخل إيران ومن الحلفاء باتجاه فلسطين المحتلة سينتج عنها من الضرر الكثير. المجاورون لإيران يريدونها خاطفةً لا تؤذيهم وهذا مستحيل. وإسرائيل قلقة من أن تطولها الصواريخ لكن لديها من القبب والملاجئ الكثير الذي يُقللُ الخسائر. الهامُّ هو أن خطط الحرب قد رُسِمتْ وأن الموضوع هو موضوع استعدادٍ لامتصاصِ الضربة الأولى على الجانبين الإيراني وحلفائه والإسرائيلي وحلفائه أما الضربات التالية فلا تنبؤ بها لكن الساذج فقط سيعتقد أنها لن تسبب دماراً مريعاً بإيران وفلسطين المحتلة رغم القبب والملاجئ وبالطبع في الخليج العربي. بعد الحرب الإيرانيةِ مع إسرائيل ستعود كثيرٌ من البلاد عشرات السنين للوراء كما قال بيكر لعزيز في جنيڤ ووعده بإعادة العراق للقرون الوسطى. هذا ما دعا إسرائيل كما قالت الأنباء أن تطلب إعادة الإعمار من أمريكا! وهذا ما تريد إيران أن تتجنبه وهذا ما تريد الدول العربية أيضاً تجنبه. إسرائيل لوحدها في العالم هي التي تتكلم عن الحرب رغم ما يمكن أن تسبب لها من خراب. ومن المؤسف أن لها داعمين في هذا المسار المخيف.

الأخبار تخرج بالتدريج عن حرب أمريكا والحلفاء المخفية في سوريا وأفغانستان وعن أعداد القتلى والمصابين. هؤلاء ليسوا سوى دمارٍ ثانويٍ أو جانبي للحدث الأكبر. العراق ولبنان واليمن وليبيا كلها شهدت مذابح باسم الدمار الثانوي. لا محاكم انعقدت ولا تعويضات دُفِعتْ ولا أموات من القبور انبعثت. لا ذنب على القاتل بل كل الذنب على المقتول. وستشهد الحرب القادمة دماراً رئيسياً وثانوياً لا يُتخيل. ليس فحسب من وقع القنابل ولكن ما سوف يتبعها من تهجيرٍ ومجاعاتٍ وأمراض. لكن ظهرَ إسرائيل قوي ولن تهتز. هكذا هو التصور. ضربةٌ تُطيحُ بإيران مرةً فلا تستطيع الرد ولا أن تُحدِثَ أذىً في الإسرائيليين. هل نتكلم عن النووي الإسرائيلي الذي سيخرج من مقلاعه لأن التهديد وجودي على إسرائيل هذه المرة؟ دائماً هذه الحسابات تخطئ.

التكلم عن الحروب من غير المختصين فيهِ جُرأةٌ غير مطلوبة. غير أننا نستقرأ ما يكتبه التاريخ والحاضر. لا أصدق للحظة كلام الإعلام الإسرائيلي عن عدم جاهزية جيشها للحرب. هذا من قبيلِ التورية قبل الحرب. ولا أعتقد أن الولايات المتحدة ترفض منح إسرائيل السلاح المطلوب. إسرائيل مخزنٌ كليرٌ للسلاح المتطور. ولا أظن أن محاولات دول الخليج بالتواصل مع إيران ستقنعها بعدم مسهم حال نشوب الحرب. سنصحو يوماً على كارثةٍ كونيةٍ لا تقل في فداحتها عن هيروشيما وناچازاكي. كل هذا لأن إسرائيل والغرب لا يريدان لإيران أن تكبر. هكذا باختصار. هذه هي السياسة الحاكمة اليوم: من الأفضل أن لا تعادي إسرائيل. سيكون هذا هو المصير لأي دولةٍ تعاديها. ولنا في هذا الحديث بقية.

لكنني اليوم أخافُ كثيراً على الجزائر. حتى مع بعدها الجغرافي عن فلسطين فهي في العين الصهيونية هدفٌ. لإيران والجزائر، حرب إسرائيل مسألةُ وقت لا قرار.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :