هل ستنتشل التعديلات المقترحة في نقابة المهندسين الاردنيين المهندس الاردني بعد التصويت عليها الجمعة القادمة بتارخ 24 كانون الاول؟ والقطاع مستباح ليل نهار في ازقة السوق السوداء!

التعديلات المقترحة للتصويت عليها في نقابة المهندسين الاردنيين جميلة لكنها غير كافية ولا تحل مشكلة المهندسين والقطاع.. ونحن هنا نتحدث عن قطاع معدل حصته (متجردا) حوالي 6% من الناتح المحلي وأكثر من 20% من الناتج المحلي مع القطاعات الرافدة والمشغلة له والمتلاصقة به من خدمات وصناعات وغيرها.

ما لا يعرفه كثيرون ان هذا القطاع الاساسي والحيوي المشكل للحضارة الانسانية في الاردن هو قطاع فاسد الى حد كبير وهادر للثروات فان معظم ما تشهده الحركة العمرانية في العاصمة والمحافظات من مباني سكنية ينفذ في السوق السوداء فتقوم الشركات الوهمية (اللامهنييه) بتختيم واصدار عقود الانشاء الوهمية (العقد ورقيا فقط مقابل المال مع اخلاء مسؤوليات بين الاطراف) او حتى تختيم المخططات الهندسية مقابل بضع دنانير، لتعطي الشرعية للمستثمرين الجشعين الذين يسعون لخفض الكلف غير ابهين في جودة البناء ولا حتى في تطبيق القوانين وتشكل هذه العقود الوهمية فرصا ذهبية للايدي العاملة غير المؤهلة ولا المرخصة وحتى غير الاردنية فتنفيذ السواد الاعظم من هذه المشاريع ولتحرم المهندس الاردني وشركات الهندسية والمقاولات المرخصة والمؤهلة من هذا الكم الهائل من العمل الهندسي وهذا ما يؤدي حتما لكل مشاكل البناء وهدر الطاقة وتكاليف الصيانة غير المنتهية ومعدلات بطالة مخيفة بالاضافة إلى ما اطلقت عليه انا بالتنمية غير المستدامة في بلد يعاني الأمرين من شح الموارد والاقتصاد المتعثر!

كيف تريد للمهندس الاردني سواء كان موظف او كان صاحب مكتب او شركة مقاولات ان يستمر دون تعثر وان يوظف المهندسين العاطلين عن العمل براتب محترم واستقرار مهني والقطاع مستباح واي استباحة هذه!

القوانيين والتنظيمات كثيرة وجيدة لتنظيم العمل الهندسي في القطاع لكن للاسف التنفيذ لها على ارض الواقع مخجل ويكاد يكون معدوما في القطاع الخاص تحديدا، على أجهزة الدولة المعنية وعلى رأسهم نقابة المهندسين الاردنيين وبالتعاون مع نقابة المقاولين ووزارة الاشغال وأمانة عمان والبلديات العمل على أن ترى هذه القوانين النور والتطبيق لتحمي موارد البناء كي تستخدم بالشكل الامثل ولتحافظ على العملة داخل الوطن ولتعيد الامل لما يقارب مائة وثمانون الف مهندسا اردنيا يرغبون في خدمة الوطن والعيش الكريم.

ماذا تنتظر كل هذه المؤسسات لمحاربة هؤلاء العابثين؟!

الحل لاحترام المهندس هو احترام المهنة وهذا لا يكون الا اذا احترمت العاملين في القطاع وحميتهم وقطعت كل من يحاول التعدي على القوانين الناظمة عندها فقط سينهض القطاع وستشغل الكفاءات وستزدهر التنمية وحتما ستنهض النقابة بمنتسبين قادرين على رفدها والانتماء لها!