مؤشرات الأمن الصحي في المملكة .. محطة مضيئة في مسيرة وطن
الدكتور مهند عبد الفتاح النسور
21-12-2021 02:16 PM
ان انجاز الاردن وتصنيفه ثالثاً عربيا والسادس والستين عالمياً وفق مؤشر الامن الصحي العالمي، لم يأتِ من فراغ وانما جاء نتاجا للانجازات المتراكمة للمنظومة الصحية والبيئة الداعمة لها في ادارة الدولة عبر اجيالها المتعاقبة. هذه المنظومة التي تحكمها القوانين والانظمة والمعايير الوطنية في شتى المحاور والمجالات المختلفة، والتي ايضاً تتماشى بالمجمل مع معايير التشاركية الاقليمية والدولية في شتى المجالات الصحية المحكومة بالادلة العلمية والاتفاقيات الصحية الدولية.
ان هذا التصنيف العالمي، المعتمد على عناصر ستة في تقييم الامن الصحي العالمي، يعني بان النظام الصحي في المملكة والبيئة الحاضنة له بكافة مكوناته ومحاوره يمتلك القدرة اللازمة على الاستجابة والتعافي من اية طوارىء صحية والذي يعكس مرونته في العودة الى الوضع الطبيعي ما قبل الطوارىء، وتعكس قدرته على منع ظهور أو إطلاق مسببات الأمراض، والقدرة على الكشف المبكر والإبلاغ عن الأوبئة ذات الأهمية الدولية المحتملة، والاستجابة السريعة وتخفيف انتشار الوباء والقدرة على معالجة المرضى وحماية العاملين الصحيين، والقدرة على تلبية الالتزامات بتحسين القدرات والكفاءات الوطنية الصحية وعلى وضع خطط التمويل اللازمة لسد الثغرات في النظام الصحي ان وجدت، والتقيد التام بالمعايير الدولية والعمل على حماية البيئة من المخاطر الشاملة والقدرة أيضا على مواجهة التهديدات البيولوجية.
ان هذا الانجاز والاتجاه الإيجابي في المؤشر خلال السنوات الثلاث الماضية يعكس الالتزام بالعمل المؤسسي الوطني الاستراتيجي من خلال مأسسة الاداء ضمن ما يتطلبه قانون الصحة العامة الذي نعتز به و نفاخر منذ امد طويل، والذي يعتبر الدعامة الاساسية للنظام والامن الصحي في المملكة متضمنا بنوداً ومواداً تحاكي العناصر الست الرئيسة المعتمدة في تقييم الامن الصحي العالمي. هذا بالاضافة الى محاور الاستراتيجية الوطنية الصحية والتي جاءت منبثقة من قانون الصحة العامة الاردني وذراعا تنفيذيا ومكملة له لتشكل الاطار العام للنظام الصحي في المملكة.
ان الامن الصحي في المملكة أثبت قدرته على مواجهة الازمات والطوارئ الصحية، حيث ادت الاوضاع الاقليمية المحيطة بالمملكة في العقدين الماضيين الى موجات لجوء زادت من العبء على النظام الصحي لتتمازج بعد حين مع جائحة كورونا الممتدة، الا انه استطاع ان يثبت بان هذا النظام كان ولا زال مرنا وقادرا على مواجهة الازمات والطوارئ الصحية درعا للامن الصحي الوطني حاميا له من اي تهديدات ومساهما اساسيا ايضا في بناء لبنات الامن الصحي الاقليمي والعالمي. ولا يفوتنا الاشادة بريادية وتقدم برنامج التطعيم الوطني والذي يعتبر من اهم انجازات الوطن كونه احد اكثر ادوات الامن الصحي نجاعةً وقيمةً في العالم.
ان الواجب الوطني يحتم علينا التوقف ايضاُ عند النقاط المضيئة والاشادة بها في مسيرة هذا الوطن، و عدم السماح بمرورها مرور الكرام. هذا الانجاز التراكمي عبر السنين للاجيال المتعاقبة لم يكن الاول ولن يكون الاخير باذن الله في سلسلة انجازات المملكة الاردنية الهاشمية، الذي لطالما دعت قيادتة الرشيدة الى الريادة والانجاز في شتى المجالات مولية الامن الصحي الاهتمام الكبير.
المدير التنفيذي للشبكة الشرق اوسطية للصحة المجتمعية (امفنت)