الصبي هو دون الغلام او من لم يفطم بعد وصبيان المطر صغار قطره وصبي اليه بمعنى اشتاق اليه.
الصبي ناشئ يتعلم الكلام فلا يعرف ان يوفيه حقه ويتلعثم به ولا ينطق حروفه بصوابيه ويخطأ ولكنه يمرح ويفرح حين يخرج الكلمات من بين شفتيه ولسانه ويظن انه أنجز واوجز.
ويمضي غير مبال بما وقع فهو دون سن التمييز ولا حساب عليه ويفرح من حوله بتغريداته واقترابه من معرفة الكلمات.
لا ضير حين يتحدث الصبي فهي رغبته ورغبة من حوله وهي سليقته وسجيته في أن يخرج الكلمات ويسمع من حوله ثم يطور نفسه رويدا رويدا دون استهجان او استغراب من حوله ولا يؤاخذ على ما ينطق به سواء كان من جميل القول وزهرة الكلام أو من سقطات فيها معان مستغربة او هجينة او مبعثرة.
العذر مباح والتلقين متاح والتعليم واجب ومفتاح لكل صبي في المساء والصباح وما يقوله غث او سمن لا يصل حد الجراح ولا يبنى عليه رأي او قرار مستباح.
ولكن الفتنة الكبرى حينما يسود الصياح وتخرج الكلمات من بالغ مرتاح وناضج ومسؤول آثر الكذب مع هبة الرياح وامتطى الهوى وناصر الباطل وذهب مع الزبد دون نجاح
وتنكر وتزلف ونافق بكل سلاح فهوى وانحدر حتى أصابه الكساح.
مهلا أيها المنافق القداح فقد اوغلت سفها في اسنة الرماح واوغرت صدورا ضاقت بأقوالك ومنطوقك المقداح واغلقت دروبا كان يضيئها المصباح وأكبرت أناسا لا يليق بهم هذا الكفاح.
كف لسانك فقد بلغ السيل الزبى واترك فسحة للناس ومستراح ولا تبغى الفتنة بهذا الجمال فالكل يعرفك ويعرف فلتاتك فهلا وجدت طريقا للصلاح.