ثمة اغنية جميلة للمطربة أنغام تقول فيها « اللي عايز كل حاجة ما بياخدش أي حاجة «. ورغم انها اغنية وليست جملة في كتاب ، الا انها تلخّص حال كثيرين منا ممن ارهقهم الترحال و» النطنطة « بين الناس بحثا عن احلام مفقودة. والامر لا يتعلق بالعلاقات بل وفي السعي نحو تحقيق المصالح في « اعشاش العصافير وفي جحور الثعابين «.
احيانا نوهم انفسنا ان الخلاص والرفاهية والمجد والنجومية والشهرة وكسب المال يتحقق في التنازل عن» بعض او معظم قيمنا ومبادئنا «. ونكتشف في النهاية اننا « مجرد فراشات « تحوم حول النار ، فتلسعنا جمراتها وهي الحالة الوحيدة لنتوقف عن « اوهامنا «.
لم تعد القناعة « كنزا لا يفنى. بل انها « القناعة «، سقطت من « غُربال» حياتنا الملوثة بالرغبات « المستحيلة «.
لم تعد رؤوسنا تتحمل نزقنا ولا اجسادنا باتت قادرة على نقل أخطائنا وخطايانا المشتعلة في خيام ارواحنا آناء الليل وأطراف النهار.
فَراشات حائرة نحن، ندور حول لهيب الخلاص دون جدوى.. دون جدوى.
والجهات ـ جدران المستحيلات المقيمة في ارواحنا المعذَبة والمعذّبة لأبداننا.
نهيم في براري العدم وتسوقنا احلامنا الى مغارات القلق ، ونسلم انفسنا لضباع اليأس.. ونرجوها « أن تفترسنا «.
أصبحنا «عربات هموم» متنقلة من مكان الى مكان ومن شارع الى شارع ومن وهم الى وهم.
عربات، او سيّارات اشكال والوان !!