تحدثنا في المقال السابق عن المصاهرة بين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم - وعن طبيعة العلاقة السوية والإيجابية بين الإمام علي بن أبي طالب وبينهما حتى تكررت المقولة المشهورة (لولا علي لهلك عمر) - وما كان يعيب أحدهم أن يستعين بالآخر في أي مجال من المجالات - وأن ما بنى مستقبلا من سوء لتفسير هذه العلاقة لم يكن لهم ذنب فيه - وانما كان من صنع آخرين بسوء نية أو بحسن نية..

اليوم نتناول العلاقة بين عثمان بن عفان رضي الله عنه وأهل بيت النبوة - فقد تزوج من ابنتَيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم ويلتقي مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الجد الخامس (عبد مناف) وتلتقي أمه مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الجد الرابع وهي أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب عمة الرسول صلى الله عليه وسلم- وهي توأم والد الرسول عبد الله.

وممن تسمى بعثمان - عثمان بن علي بن أبي طالب، استشهد مع الإمام الحسين في كربلاء - وعثمان بن عقيل بن أبي طالب، وقد استشهد ايضا في كربلاء- وطلحة بن الحسن بن علي بن أبي طالب- وقد تزوج بأم كلثوم بنت أبي بكر الصديق، وحمنة بنت جحش أخت السيدة زينب بنت جحش، أما عائشة أم المؤمنين فتلتقي مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الجد السادس، وممن تسمى باسم عائشة - عائشة بنت جعفر الصادق - وعائشة بنت موسى الكاظم ابن جعفر الصادق - وعائشة بنت جعفر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق - وعائشة بنت علي الرضا بن موسى الكاظم - وعائشة بنت محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى ابن الحسن بن علي بن أبي طالب - وبالاضافة إلى العوائش من الصحابيات هناك المئات من العوائش التابعيات - وقد روت عائشة في فضل فاطمة الزهراء أكثر من حديث - ومن بينها الحديث الذي يبين فضل فاطمة على نساء الأرض مع مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وآسيا امرأة فرعون - ويكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها.

لقد تزوج الحسن بن علي بن أبي طالب من حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق - وتزوج اسحاق بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب من أم حكيم بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وتزوج محمد الباقر ابن علي بن زين العابدين ابن الحسن من أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق - وكذلك موسى (الجون) - ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب تزوج من أم سلمة بنت محمد بن عبدالله بن أبي بكر.

أما صفية بنت عبد المطلب فقد تزوجت من العوام بن خويلد وولدت الزبير بن العوام - وليكه بنت الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب تزوجها جعفر بن مصعب بن الزبير - وجعفر الأكبر ابن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب تزوج من فاطمة بنت عروة بن الزبير بن العوام، وعبدالله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب تزوج من أم عمرو بنت عمرو بن الزبير - وسكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب تزوجها مصعب بن الزبير بن العوام - وفاطمة بنت علي بن أبي طالب تزوجها المنذر بن عبيدة بن الزبير بن العوام..

نعود لنكرر أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج من حفصة بنت عمر بن الخطاب، أما الحسين بن علي بن علي زين العابدين ابن الحسين فقد تزوج من بنت خالد بن أبي بكر ابن عبدالله بن عمر بن الخطاب - وأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تزوجها عمر بن الخطاب.

أما زينب ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد تزوجها أبو العاص ابن الربيع بن عبد شمس ابن عبد مناف - وهناك بين أهل البيت وبني أمية واحد وعشرون مصاهرة. اما مع العباسيين فهناك سبع مصاهرات..

لقد اهتم العرب بعلم الأنساب - وإن كان نسب الإيمان يعلو على كل نسب (فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم) (سلمان منا أهل بيت) وكانوا يقولون سيدنا أبو بكر اعتق سيدنا بلال - ولكن ما حاولنا التطرق إليه - أنه لولا المحبة لما كان هناك نسب ومصاهرة، ومعلوم أن الناس لا يتزوجون ممن يكرهون - وهذا يثبت سمو ورقي العلاقة بين أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس كما يحاول البعض تشويهها لأسباب مذهبية أو عرقية أو طائفية أو غير ذلك.

(الرأي)