أفادت منظّمة المطبخ السياسيّ أنّ ما نواجهه من موجة غير متوقّعة سببها متحور سياسيّ غير معروف المصدر، وأنّ هذا المتحور يمتاز بقدرته على الاختراق للصفوف الدفاعيّة ويحدث فيها أضرار كبيرة: منها اضطراب في التعامل مع تحليل البيانات ومعالجتها مما يؤدّي لسلوك انفعاليّ اضطرابيّ غير مفهوم، كما أنّ هذا المتحور معدي بسرعة تفوق بكثير ما سبق وعرفناه من الفيروسات السياسيّة، لأنّ لديه القدرة لخداع جهاز المناعة الذاتيّة في أشياء كثيرة منها هوية الشخص، وإدارة الحياة اليوميّة والتعامل مع الآخرين والتي بدورها تشككهم في أيّ شىء حتى أنفسهم.
في الوقت الذي كنّا نتعامل فيه مع مسرح الاحداث السياسيّة كان هناك سيناريو واضح جدًا يُكرّر مع كل دورة مرضيّة وتتغيّر الوجوه وتتعدّل الياقات وألوانها وتوشح بالأوسمة، كلّ هذه الأمور اعتدنا عليها وأصبح هناك أكثر استقرارًا من قبل، مما قسّم الناس الى فئات ثلاثة كما يلي:
-فئة المصابين بشهوة السياسة ويمارسون السياسة وراثيًا أو بسبب طفرات ماديّة أو أخرى.
- فئة المصابين بالمرض السياسيّ كناقلي العدوى وهم مصدر مهمّ للمصابين به ويمارسون حياتهم اليوميّة في محور السياسيين آملين أن يصبحوا ممارسين للشهوة الخفيّة.
- فئة المصابين بالأثر السياسيّ والفكريّ وهم أغلبيّة صامتة لا تحمل الفيروسات ولا تنقلها ولكنّها تعاني من أثر مباشر للأفعال التي تقع عليها من مصابي الشهوة السياسيّة ومصابي المرض السياسيّ وناقلي العدوى.
وبناءً على ما سبق كانت هناك فرصة كبيرة جدًا للتعايش والاستمرار، وقد اتّخذ كلٌّ موقعه وأسس قلعته، وغرس جنوده، وحدّد الحدود، وأخرج ما قد حَدّث به الجدود.
لم تكن الحياة بهذه السّهولة إذ أنّ ظهور المتحور السياسيّ في بيئة محصّنة جدًا سبب رئيسيّ في ما نراه من تشتت وتشكيك، وضياع للوقت والبوصلة وانهيار بعض المؤسسات أمام بعض السياسيين، وانهيار الجميع أمام المتحوّر العنيد.
من وجهة نظر بعض الخبراء المحليين وضمن أفضل الممارسات العالميّة اقترحوا أن يتمّ التّضيحة من أجل البقاء بكلّ من يرفض الالتزام الكامل بالتّعليمات الخاصّة للتعايش مع المتحوّر الجديد.
كما توصّلت مختبرات المطبخ السياسيّ لتطوير مطعوم فكريّ مطوّر يمكنه أن يساعد كلّ الرافضين للمتحوّر السياسيّ من التّعامل معه بأقل الخسائر، هكذا يكون الجميع تجاوز مرحله الخطر.
وتمّ تخطّي مسألة الصّراع الدوليّ للقضيّة والخلافات الداخليّة، وهكذا نكون قد تساعدنا في تصنيف الطبقات الذكيّة لتواكب الرؤية الاستراتيجيّة وحددنا مسار الطبقات المتعطلة والمصابة ويكون هناك فرصة أخرى مع متحور سياسيّ جديد إذا تطلّب الأمر تعديل أو تبديل أيّ ترتيب فهذه مسرعات الرّيادة السياسيّة ليست مجرّد نظريات بل هي واقع الحال الذي علينا جميعًا أن ندركه ونتعامل معه.
والى لقاءٍ جديدٍ مع متحوّر سعيد.