أسعار البطاطا والخراف وشيء من السياسة!
باسم سكجها
20-12-2021 11:07 PM
كنتُ أغيب عن الكتابة اليومية في (الدستور)، حين لا أجد موضوعاً يستأهل، ولمْا عاد أستاذنا الراحل محمود الشريف رئيساً للتحرير، غبت يوماً فاتّصل بي يسألني لماذا لم أكتب، فأجبته بأنّني لم أجد موضوعاً، ولكنه بطريقته الساخرة الحلوة حدّثني عن قصّة صحافية من تاريخ مصر…
قال إنه سأل الراحل أحمد بهاء الدين عن كونه يكتب كل يوم، في الاهرام، دون غياب، فأجابه بأنه سيكتب عن أسعار البطاطس لو لم يجد موضوعاً سياسياً، لأن وجود إسمه في زاويته كان مهماً له وللقراء، وأضاف أستاذي أبو شوقي : يا أخي أكتب عن أسعار البطاطا، ولا تغيب!
كنتُ سأغيب اليوم، ابتعاداً عن ردود فعل وصلتني حول مقالتي أمس عن نادي رؤساء الوزارات، ولكنني تذكرت أمر العم محمود الشريف الصارم، فأخذت أبحث عن أسعار البطاطا، ولم أجد فيها شيئاً يُذكر، ولكنني وجدت أخباراً عن ذلك الصراع المحتدم بين الخاروفين البلدي والجورجي!
ذلك صراع أوصل إلى أسعار غير مسبوقة للبلدي، منذ عشرات السنوات، ويُقال إن الصومال والباكستان دخلا على خط النار، بحيث أن المستهلك الأردني سيكون أمام خيارات أسعار خيالية في رخصها، ويقال إن فتح باب الاستيراد من دول أخرى، سيجعلنا أمام واقع جديد!
لم يتطلب الأمر للوصول إلى هذه النتيجة سوى قرار من وزير الزراعة القى فيه حجراً في البركة الراكدة، وهكذا تكون القرارات وإلا فلا تكون، وهذا أمر يستعيدني إلى السياسة وقراراتها، والتدخلات فيها، والمداخلات حولها، ولكنني لن اكتب عنها اليوم، فبكل اختصار لم أكتب عن البطاطا فكتبت عن الخاروف، ورحمك اللهم يا أبا شوقي، وللحديث بقية!