السنة الدولية للسلام والثقة ٢٠٢١، كما أعلنتها الأمم المتحدة وفق قرار الجمعية العامة في ١٢أيلول سبتمبر/ ٢٠١٩. إذ تؤكّد الأمم المتحدة من خلالها أن السلام والثّقة تشكّل وسيلة لتعبئة جهود المجتمع الدولي لتعزيز السلام والثقة بين الأمم استنادًا للحوار السّياسي والتفاهم والتعاون لاستدامة السّلام والتضامن. كما تهيب الامم المتحدة بالمجتمع الدولي مواصلة النهوض بالسلام والثقة بين الأمم كقيمة تعزز التنمية المستدامة والسلام والأمن وحقوق الإنسان، وتشجّع منظمات المجتمع المدني لمواصلة الجهود وبذل المزيد منها تشجيعًا لثقافة السلام.

وفي عام السلام والثقة ٢٠٢١، شغلت قضايا عدّة سكان العالم. لخّصتها وفق تقرير عالمي أجرته شركة Ipsos إحدى الشركات الناشطة في مجال خدمات الإحصاء والبحث وفهم كيفية تغير القيم العالمية. والتي تأسست منذ بداياتها في باريس، فرنسا.

خلصت Ipsos الى أن ما يتراوح بين ٥ قضايا اعتلت المراتب الأولى من حيث القضايا التي تشغل العالم اليوم، جاء بمقدّمتها كوفيد -19 وعلى الرغم من أن القلق بشأنه متباين من دولة لأخرى، إلا انه بقي من أكثر القضايا التي تشغل بلدان العالم لاسيَما بوجود متغيرات مثيرة للقلق أو الاهتمام بشأنه وحصول متحوارت لكوفيد-19 مثل متحوّر أوميكرون ومدى تأثيره. وحسب موقع الاقتصادي من المكن أن يبدأ كوفيد -19 في اتباع نمط موسمي بحلول عام ٢٠٢٥ إلا انّ المناعة العالمية ستتجه نحو الازدياد.

يليها البطالة في تقرير Ipsos كثاني أكبر القضايا المثيرة للقلق في جميع أنحاء العالم؛ وفي بعض البلدان تصل نسبة القلق بشأن البطالة بين السّكان لأكثر من النّصف، إذ يعتبر السكّان الوظائف والبطالة من الاهتمامات الرئيسية لبلدهم. يليها الفقر وعدم المساواة والتي تعتبر من أهم القضايا في الكثير من البلدان اليوم. يأتي بعدها الفساد المالي والمتعلق ايضا بالسياسة ويعدّ رابع أكبر مصدر قلق عالمي وأنّ نسبة الثلث في المتوسط ​​يعتبرونها من بين القضايا الكبيرة التي تواجه بلادهم. كما هي كذلك القضايا المتعلقة بالجريمة والعنف.

تضمّن التقرير مواضيع أخرى هامّة تشغل العالم كالرعاية الصحية، التعليم، الضرائب، التضخم، مراقبة الهجرة، التدهور الأخلاقي، التهديدات ضد البيئة، صعود التطرف، الإرهاب، الحفاظ على البرامج الاجتماعية، الحصول على الائتمان، السمنة لدى الأطفال..

ووفق دراسة أخرى أجرتها Ipsos ٢٠٢١ حيث شملت ٢٥ دولة حول العالم من البلدان المتقدمة والأسواق الناشئة بالإضافة إلى تغطية لأسواق جديدة مهمة وللمرة الأولى.. حيث يبيّن المسح بأن القلق بشأن المناخ اعتُبر أقوى قيمة عالمية في مسح الاتجاهات العالمية لعام ٢٠١٩ وقد تعزز موقعه تجاه الوباء.

وعن أهمية توافق العلامات التجارية مع القيم الشخصية خلال الوباء: أظهر المسح انّ السكان حول العالم أصبحوا يميلون إلى شراء العلامات التجارية التي تعكس قيمهم الشخصية. وضمن تسارع وتيرة الأحداث العالمية كشف مسح Ipsos عن تزايد الإيمان بالعلم والعلوم وعلى المدى البعيد، حيث ان نسبة التفاؤل ارتفعت بأن العلم سيشفي العديد من الأمراض. وشغلت التكنولوجيا مساحة كبيرة من الاهتمام العالمي، ويتّفق الكثيرين أنّ شركات وسائل التواصل الاجتماعي تتمتع بسلطة كبيرة جدًا.

بالإضافة لذلك، هناك تسابق في غزو الفضاء خصوصاً أن الباحثين في علوم الفضاء يؤكدون أن التعمّق في فهم الكون سيؤدي إلى فهم أعمق لكوكبنا. كما لرحلات الفضاء دور في انتاج تطبيقات في مجال التكنولوجيا والطب والبيئة، و أدت الى تحسين الإنتاجية الصناعية والمواصلات ولتحقيق غايات اقتصادية. و عدا ان هناك هدف نبيل من عمليات استكشاف الفضاء؛ يتمثل في حماية كوكب الارض، تسعى كذلك القوى العظمى الى بناء منظومة أمن قومي على المدى البعيد وللحفاظ على المصالح الجيواستراتيجية.

يشير صعود الشبكات اللامركزية والعملات الرقمية، إلى جانب الإقبال الكبير على الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، بأن حياتنا أصبحت أكثر رقمية في جميع أنحاء العالم. كذلك تحول Facebook إلى Meta ، وتحول Square إلى Block.

ومع ذلك كله، لم تتغير القيم والأولويات البشرية بشكل أساسي. و على مايبدو أن عصرنا سيتّسم بالأصالة واللامركزية والندرة والمزيد من التمحور في السنوات المقبلة.