أختلفتم أم أتفقتم، ساندتم أم عارضتم، هذا النص موجه للشعب العربي الذي لا يهمه شيء سوى أساسيات حياة كريمة، وإستقرار وظيفي لا مذلة فيه، ولا خشية الفقد على اتفه سبب، ومستوى ترف صغير يكتفون به وسط دفء بيت صغير آمن فيه وحوله.
قطر قدمت نمطا سلوكيا وفكريا لم نعتاده، حتى ظننا أننا فقدناه للأبد، نراه فقط في ذكرى الكبار، بآثار قوميتهم المهدر دمها لأسباب سياسية غالت في إحكام قبضتها على العرب.
اضاءت دوحة العرب بملتقى عربي عفوي تراه في حجم الهتاف العربي المساند، والذوق الرفيع في احترام المنتصر ودعم الخاسر، حتى أنك تشكك بنوع الجمهور الموجود، فياليتهم يقرضوننا الجمهور الأردني والفلسطيني في مباراة الشقيقتين ليعكسوا مظاهر الحماس الجميلة في مبارات لدينا تظنها تهم استعدادا لتوتر ما وتنفر الأمن!!!
ثم تستمع لشعارات مدح القضية الفلسطينة، حتى تظن أن مظاهر التطبيع ظاهره سطحية جدا، والملفت أن الحضور النسائي كان جميلا وكأن لا أحد يكترث أن يقال من هذه السيدة السيداويه، أو المؤمنة حد الزهد، أو ربما المحجبة نص نص، وكأن الذمة التي تميل لاستباحة الأعراض نسفت تماما، لتضيء أجواء تثير ثقافة جميلة وتبسم في المحيا يحي الأمل فينا.
وتأتي مباركة الجماهير لبعضها بذوق الجماهير ، وأن تلويح الجماهير العربية بأعلام عربية كثيرة دلالة ولادة طبيعية لجنين حر يؤمن بالانسانية.
للحظة ما تشك أن هواء الدوحة يقطر عروبة، وبالفعل كان كذلك على ما يبدو، وكأن من يدخل قطر يصاب بنوبة عروبية، وبلا شك تصبح شخصا مختلفا، ثم تتذكر شيئا مهما أن السياسين بايدلوجياتهم ومعتقادتهم وسحب الشعوب للتشكيك بمواقف هذا وذاك، وزرع الذعر والقلق بعدمية مستقبل أفضل لأبنائنا، استغلالا لعواطفنا المرهقة انتظارا على قارعة الأمل تحقيقا لمصالح من لا يتفقون معهم غير موجودين، فيصفون حساباتهم على اجسادنا المتعبة من كم اعمال مضطرد في زمن كسلهم هم، فنحن لا نهيم على وجهنا ولا اوطاننا تهيم على وجهها كما قال أحدهم قبل فترة، بل هم كسروا البوصلة، لنتوصل لنظرية بسيطة كلما عاشت الشعوب العربية بلا سياسة مركزة أرتفع منسوب العروبة، والوطنية، والخلق الجميل ، ونما فينا الجد والاجتهاد وعم زمن العمل والبناء.
أكتب من وحي حي، لزيارة شقيقتي الوسطى لدولة قطر لحضور المباراة النهائية كجائزة نالتها في إتحاد الشباب العالمي، ومن تجربة عائلة شقيقتي الثانية التي تعيش في قطر، فلن أكتب إلا من وحي واقعي لا مجال للشك فيه كخط افضل اعتماده دوما .
شكرا قطر، لقد شعرنا أن الشعوب العربية يمكن أن تتحد، لو هجرنا الساسة وأقوالهم وأفعالهم، لربما أشعلنا اوطاننا العربية ألعابا نارية تحتفي بالنصر والإتحاد ، والمحبة .
وكل عام وقطر بخير إحتفاء بيومهم الوطني، وإحتفاء بمظاهر عربية جميلة في عام صعب، وعقدين ونيف كانا الأسوأ في ذاكرتنا العربية.