السُّفُنُ المُبْحِرةُ «ببحرِ الظُّلماتِ»
مُحَمّلَةٌ برؤوس «الشّحادين»، وسيقانِ «بناتِ الليلِ»،
وأَلسِنَةِ الشُّعراءْ
والبَرْدُ شديدٌ، فوق السَّطْحِ القَصديريِّ،
لأنّ الماءَ تَغيَّر، حتّى أَصبح مِثْلَ الماءْ
أدْرِكْنا يا «عاصمُ»، من هذا البَرْدِ
فإنّا فُقراءْ!!
لا نملِكُ ما يَسْتُرُ «شَبَحَ العَوْراتِ»
القابِعَةِ على اسْتحياءْ
أدْرِكْنا.. يا رَبَّ الفُقراءْ!
.. لكنّ «البَحَّارةَ»، بدأوا سَهْرَتَهُمْ
«بالممنوعاتِ»، لأنّ البردَ شديدٌ جدّاً..
واخْتلَطَتْ أحذيةٌ، ونُهودٌ، ودماءٌ، وغناءْ
واحتدمَ الرَّقصُ المجنونُ،
وغابت تحت الأقدامِ الأشياءْ!
ويَمُدُّ «الأَعْمى»، في وَجْهِ الرّيحِ يَدَيْهِ،
لِيَحجبَ عن عَيْنَيْهِ الإغراءْ
آخِرُ ما قيلَ لهُ: سيُعاقِبُكَ اللهُ،
بحرمانِكَ من «حُوريّاتِ الفردوسِ»..
فصاح الرَّجُلُ الأَعمى: يا قومُ، لماذا
نجهلُ ما يحدثُ داخلَ أنفسنا؟!
وصَرَختُ أَنا من قَهْرٍ:
أَلْقوا القَبْضَ عليّ إذا اسْطَعتُمْ..
فلقد أَدْرَكَنا الطُّوفانُ، ولا عاصِمَ من أمرِ الله!
لا عاصمَ من أَمْرِ اللهْ!!
« قَالَ سَـَآوِى إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِى مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ»!!!
الدستور