لماذا تهربون من تشكيل أحزاب، وأشياء أخرى؟!
باسم سكجها
19-12-2021 07:09 PM
إحترام كثيراً رؤساء الحكومات السابقين، الذين يلبسون ثوب الناصحين للحُكم، وتبدو أقوالهم الآن أقرب للإنشاء اللُغوي، وأكثر من ذلك فتربطني بهم كلّهم علاقات إحترام، وصداقة تاريخية ولو من بعيد، وهُم حتى الآن خمسة، وربما سينضم إليهم آخرون، والله أعلم…
هناك نادٍ مُفترض سميناه أيام زمان بنادي رؤساء الوزارات، وعلينا أن نعترف بأنه يتقلص مع ارتحالات العُمر، وأنه يتمدد مع الجدد الآتين بين مرحلة وأخرى، ولكنّ أياً من الأعضاء أتى إلى الدوار الرابع، وقبله إلى ما بين الثالث والرابع، وقبله أكثر إلى شارع السلط، بانتخابات عامة، اللهمّ سوى الراحل سليمان النابلسي!
وحتّى النابلسي نفسه، فلم يفز في الانتخابات العامة، ولكنه صار رئيساً للوزراء لأنه رئيس الحزب الذي فاز بأكثر عدد من المقاعد، وتمّ تكليفه من الملك حسب الدستور الذي للملك هذا الحق، وبالنسبة للآخرين منذها وحتى اللحظة، كان الاختيار يأتي من الملك، وحسب الدستور أيضاً وأيضاً، وهكذا ودواليك!
هذا يعني أنّ الملك حين يتجاوز تلك الحقيقة المكرسة، ويتبنى مخرجات اللجنة الملكية، حيث الحكومات البرلمانية من الاحزاب المنتخبة، فهو يتقدّم على كلّ الإنشاء الكلامي، ويقدم خريطة طريق عملية للمستقبل الديمقراطي في البلاد.
كلّ هؤلاء الأحباء من رؤساء الحكومات الغاضبين، اختارهم الملك شخصياً، واختار وقت رحيلهم، حسب ما رآه مناسباً، وكلّهم فرحوا ووزعوا الحلويات يوم القدوم، وكلّهم زعلوا وانزووا إلى أنفسهم، يوم الرحيل، وهذا بالطبع من طبائع الانسان، مهما كان.
فليسمح لنا هؤلاء الأصدقاء الرؤساء بأسئلة مشتركة: هل أتيتم إلى الحكومة على متن أحزاب، وهل انتخبكم الاردنيون لهذا الموقع؟ وهل حاولتم تشكيل أحزاب سياسية بعد خروجكم؟ وهل ستحاولون الان تشكيل أحزاب تشاركون من خلالها بالانتخابات؟ وهل ستكتفون بالقاء اللوم على الاخرين، وانتم جزء لا يتجزأ من تاريخنا القريب والبعيد، حيث مليون سبب وسبب لمليار مشكلة ومشكلة؟
من الطبيعي أن يجاهر أي مواطن أردني برأيه، وخصوصاً في مرحلة ملتبسة، صعبة، لا تحمل أسباب الحاضر فحسب، بل كلّ تراكمات الماضي، ومن الطبيعي أيضاً أن يتحدث الرؤساء السابقون كمواطنين، ولكنهم مواطنون من نوع خاص، فقد جلسوا على الكرسي الأهم في السلطة التنفيذية، فأصابوا وأخطأوا، وعليهم ألا ينسون أنهم تعرضوا إلى الكثير مما يقولونه الآن…
منذ كبرنا وصرنا نفهم السياسة، ونحن نستمع إلى أن الأردن على الحافة، وأن البوصلة ضاعت، وأن السفينة ستغرق، وأن الطائرة بحاجة الى اﻻصلاح وهي في عز تحليقها، ولكننا سرعان ما كنا نكتشف أن الامر ليس كذلك، ويبقى عليّ القول إن على رؤساء الوزارات السابقين أن يشكّلوا أحزاباً، فيختبرون بهذا آراءهم ومدى تمثيلهم للمجتمع الأردني، ولعل هذا ما قصدته اللجنة الملكية تنفيذاً لرؤية الملك، فالماء هو الذي يُكذب الغطاس، وللحديث بقية!