facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




لهذا لا نثق بالحكومات


نبيل غيشان
19-12-2021 10:41 AM

غاظتني بشدة المعلومة التي كشفها الدكتور يوسف القسوس في مذكراته عن محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في عمان وكيف تسترت الحكومة الأردنية آنذاك عن كشف انجاز طبي أردني في إنقاذ حياة مشعل قبل أن يصل "ترياق العدو" الى المدينة الطبية.

والمعروف أن محاولة اغتيال مشعل جرت في صبيحة يوم الخامس والعشرين من أيلول عام 1997 في شارع وصفي التل عندما هاجم عميلان للموساد مشعل وهو يهم بدخول العمارة التي يقع فيها مكتبه وتمكنا من وضع مادة سامة وقاتلة في منطقة الرأس خلف الأذنين.

وكانت صحيفة "العرب اليوم" قد كشفت مخطط العدو منذ اللحظة الأولى ونشرت صورا لمشعل ونسبت الحادثة الى الموساد الإسرائيلي فيما أصرت الحكومة آنذاك على أن المسألة لا تتعدى كونها "هوشة".

وعندما نقل مشعل الى المستشفى الإسلامي وهو بحالة إغماء تنبه المغفور له الملك الحسين الى رواية "العرب اليوم" وجرى نقل المصاب الى المدينة الطبية وعندها أجرى فريق طبي عسكري أردني الفحوصات اللازمة.

وهنا يكشف د. يوسف القسوس في مذكراته "بين الجندية والطب: رحلة عمر...مسيرة وطن" السر الذي لم تعلم به إلا أوساط عسكرية وأمنية في الدولة وهو أن الطبيبين العسكريين د. بسام العكشة وزميله د. سامي الربابعة حددا أن مشعل تعرض لجرعة من مواد تحبط مراكز التنفس ببطء وأظهرت التحليلات والفحوصات الأردنية أن "المادة التي ضخها عميلا الموساد في عنق مشعل تنتمي الى عائلة مخدرة عالية السمية تدعى Levo Fentanyl.

ولحسن الحظ فان "الترياق المنقذ" كان متوفرا في الخدمات الطبية الملكية ويسمى "ناركين" وقد أعطيت تلك المادة لمشعل بعد إنذار الحسين رحمه الله ووضعه اتفاقية وادي عربة في كفة وحياة المواطن خالد مشعل في كفة أخرى.

وأدى "الترياق الأردني" مفعوله على مشعل قبل أن تصل الطائرة الإسرائيلية الى المدينة الطبية وهي تحمل "الترياق الإسرائيلي".

ويكشف د. القسوس أن الدكتورة الاسرائلية التي وصلت المدينة الطبية حاولت التمويه على أطباء الخدمات الطبية من اجل عدم كشف سر "الترياق" حيث أحضرت معها قارورة كتب عليها "أدرينالين"، وعند تحليله من قبل المختبر الجنائي التابع لمديرية الأمن العام تبين انه نفس المادة المضادة التي أعطيت لمشعل في المدينة الطبية وهي "ناركين".

وهكذا يكون خالد مشعل قد أنقذ بأيدٍ أردنية قبل أن يصل "الترياق" من جهة العدو بعد تهديدات الراحل العظيم الملك الحسين.

وهنا أتساءل بحرقة، لماذا سكتت الدولة الأردنية ولا أقول الحكومة (التي كانت غايبة طوشة) عن هذا الانجاز الذي يكتب بحروف من نار ونور لأطباء الخدمات الطبية الملكية؟

لماذا اخفت الدولة هذا السر عن الرأي العام الأردني وعن العالم؟ حتى بعد زوال الخطر عن خالد مشعل وخروجه من المستشفى.

لماذا اخفت حركة حماس هذه المعلومة ولا اشك أنها لا تعرف هذه التفاصيل وهي التي وضعت شروطا على نقل مشعل من المستشفى الإسلامي الى المدينة الطبية، منها أن لا تكون زيارته مقيدة بشروط المستشفى والاطلاع على التقارير الطبية حول حالته أولا بأول.

يا الله كم نحن مقصرون بحق أنفسنا وبلدنا وانجازات شبابنا؟

وتتساءل الحكومات دائما، لماذا لا يثق الأردنيون بنا؟

هل عرفتم السبب أيتها الحكومات الرشيدة؟

السبب يعود لكم ولتقصيركم بحق أنفسكم وحق بلدكم.

والله لم تفقدوا ثقة الأردنيين "ببلاش" بل فقدتموها بعمل أيديكم المرتجفة الخائفة التي لا تقوى على اتخاذ القرار، والتي لا تعرف الاعتزاز والفخر الوطني بكل منجز أردني.

إن السر الذي كشفه د. القسوس هو وسام شرف على صدر كل أردني وعلى صدر قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، كما إن محاولة اغتيال خالد مشعل في عمان وإنقاذ حياته والإفراج عن الشيخ احمد ياسين من معتقله الصهيوني يرافقه خمسون من الأسرى الأردنيين والفلسطينيين كشفت صلابة الراحل العظيم الملك الحسين وكذلك الدور المهني والوطني الذي لعبته صحيفة "العرب اليوم" المغدورة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :