كانت الساعة السابعة والنصف صباحا، عندما رأيته يمسك بيد "طفلة" متجهاً بها الى المدرسة لأداء الامتحانات.
كنتُ قد عدتُ للتوّ من مشواري الصباحي المعتاد.. كان الرجل متلفّعا بسترة ثقيلة ، بينما الصغيرة التي ادركتُ بعدها أنها "حفيدته" تخفي وجهها من النسمات الباردة ، بينما " الجدّ " يتوقف كل فترة و" ينفخ " في يديها ، علّه يمنحهما الدفء.
غالبتُ دمعة داعبت عيني وودتُ لو اقبّل يد الرجل .. الخشنة التي تمتد إلى الصغيرة لتحميها من برد "كانون أول".
عدتُ إلى البيت مفعما بمشاعر لم احسّها من قبل وطلبت من ابنتي التي تسكن بجانبنا ان تناولني مولودها " نوح " كي أفرغ أمامه طاقتي " الإيجابية " بعد أن امتلاتُ بمشاعر " الجدّ " المرافق حفيدته الى المدرسة.
اخذتُ أتأمل وجه " حفيدي " وأحدثه بينما هو يقلّب عينيه بين اغماضة وصحو ، لعله يسخر من هذا الرجل الذي " اكتشف " مؤخرا انه اصبح " جدّا ".. عن جدّ .
وكما أننا لا نقرر أن نكون أباء قبل أن نعيش التجربة ، كذلك مشاعر " الجدودية " على وزن " الابوّة " ، تاتي براحتها.. فتحسّ انك تشتاق لكائن صغير من نسل ابنك او بنتك.
شعور غريب .. وجديد .. لا أزعم أنني " الوحيد " الذي عاشه.. فقد سبقني كثيرون " اكبر " و " أصغر " مني..
ولا أخفيكم.. انني كنتُ انظر إليهم بسذاجة واضحك كلما رايتُ أحدهم يداعب حفيده او حفيدته وهي " تتعربش " على " رقبته " مثل قطة صغيرة.
مشاعر..
مشاعر.. !!