لغـة حباها الله حرفاً خـالدا .. فتضوعت عبقاً على الأكوان
أ.د صادق الشديفات
19-12-2021 01:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين، الذي أرسله الله رحمة للعالمين ليخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور الهداية واليقين، فأنزل على قلبه القرآن الكريم بلسان عربي مبين.
إننا نحتفل اليوم الثامن عشر من ديسمبر ذكرى اليوم العالمي للغة العربية، اللغة التي استطاعت أن تكون لغة جامعة لمختلف أقطار الوطن العربي، على امتداد العالم الإسلامي ؛ فجمعت الشعوب من خلال لغة تحمل في طياتها عبق التاريخ ونسائم التراث وشذى الأعراف والعادات، وإنه لفخر لنا وعزة أن نكون ممن اصطفاهم الله لننطق بهذه اللغة المقدسة ، ثم أسبغ الله علينا نعمه أن تعهد بحفظها إلى يوم يبعثون، فكانت وستظلّ أعظم اللغات. لُغَةٌ تَحْتَضِنُ العَالَمَ كُلَّهُ ، بِجَمَالِهَا وثَرَائِهَا، وبهائها وَمُرُونَتِهَا العَجِيبَة على امتدادي الزمان والمكان، فجمعت العرب على اختلاف أنسابهم ومنابتهم وأصولهم على أرضية ثابتة متينة، تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا مجيدًا مشتركًا بين جميع العرب والمسلمين، وتوحدهم وتجمعهم، وترسم لهم مستقبلًا يعد بأن تعود لهم مكانتهم وموقعهم الحقيقي.
لهذا لا نتعجب حين تكون اللغة العربية لغة رسمية معتمدة بين لغات العالم، فبها نكمل مسيرة النجاح والإنجاز والتقدم ، فهي ليست مجرّد لغة مؤلفة من بضعة حروف وتراكيب ومفردات، بل هي هوية وتاريخ وعزّة، تعلّمها الغرباء قبل العرب فانتسبوا بها وتعصبوا لها حتى صاروا شعراء وأدباء وفلاسفة ، فكل عام وكلّ من ينطق باللسان العربيّ بألف خير.
*عميد شؤون الطلبة