البطون الجائعة والنفوس الحائرة
عبداللطيف الرشدان
18-12-2021 01:08 PM
كثرت البطون الجائعة والنفوس الحائرة بحيث لم يعد سهلا عدها او احصاؤها في ظل تسارع وتيرة الفقر وارتفاع الأسعار سواء ما يتعلق منها بالسلع الاستهلاكية او إيجار المنازل او اسعار المحروقات والماء والكهرباء وهي الضرورات الحياتية الأساسية بعيدا عن الرفاهية ورغد العيش فالمحرومون والمهمشون لا يبحثون عن جودة العيش ولا مكتنزات الترفيه والتسلية بقدر ما يبحثون عن سد حاجاتهم الأساسية واطفاء رمق العيش الخشن.
واذا كانت البطالة المتفشية في قطاع الشباب نذير شؤم ومؤشر إحباط وتململ وضيق لانعدام فرص العمل فإن ضعف الرواتب والاجور وتدنيها وعدم ملامستها لتكاليف المعيشة الأساسية هي معضلة أخرى لم ينظر إليها أصحاب القرار ولم يأخذوا بعين الحسبان ما يطرأ من تضخم سنوي ينعكس سلبا على حياة الناس والدخول تراوح مكانها وقد تآكلت بفعل ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة متطلبات العيش في حدوده الدنيا.
ونحن نعلم ان هناك مرضى وعجزة يتقاضون معونات من صندوق المعونة الوطنية لا تفي بأبسط مستلزمات الحياة ولا تشكل خمس ما يحتاجه الفرد لابسط عيش.
ولولا مفهوم الأسرة الممتدة وتعاون الناس واصالة القيم التى يتحلى بها بعض الخيرين بمد ايديهم لمساعدة المحتاجين لرأينا العجب العجاب من أثر الفاقة والحرمان.
ان الأثرياء والمسؤولين لا يستطيعون فهم هذه المعادلة فهم في عيشهم ورفاهيتهم ورغدهم لا يلامسون حاجات الفقراء ولا يدركون معنى الفقر وشدة بطشه ولذا فهم لا يعيرون هذا الموضوع اهتمامهم ويغضون الطرف عنه دون اتخاذ إجراءات حازمة لمواجهة هذه المشكلة والحد منها الا ما يصدر من كلام نظري. لا يسمن ولا يغني من جوع.
هل سيستمر الحال على ما هو عليه ام انه سيؤول للأسوأ اذا لم يكن هناك مبادرات جادة لتخليص الوطن من هذه المعضلة.