فن الخلاف والحوار .. ليكن منهجنا
محمد علي الزعبي
17-12-2021 06:43 PM
أصبحنا (نفتقر) في مشهدنا الفكري والاجتماعي والسياسي والثقافي إلى فن الخلاف والتعامل وفن الحوار الوطني، فالخلاف في الرأي والمشورة نتيجة طبيعية، تبعاً لاختلاف الأفهام وتباين العقول وتمايز مستويات التفكير، فلا نأخذ بالعناوين ونترك التفاصيل، والأمر (غير الطبيعي) أن يكون خلافنا في الرأي بوابة للخصومات والمشاحنات والنعرات، ومفتاحاً للعداوات، وشرارة توقد نار القطيعة والفتنة والغيرة، والتخوين واحتقار عقول الآخرين والنظرة السوداوية، فالعقلاء يختلفون ويتحاورون، في حدود العقل والصواب، دون أن تصل آثار خلافهم الى حدود الوطن وإنجازاته.
دعونا نمتزج في طرح قواعد البيانات والتطلعات نحو حياة تلائمنا، ونفكر بصوت عالٍ، ونضع حلولا تناسبنا، ونبتعد عن الارهاصات ولا نُسهم في خرق القارب، ولا نعول على أحد في بناء الوطن، لنشمر بسواعدنا متحدين جميعاً، ونبتعد كل البعد عن السوداوية والمناكفات والهمز والمز، والشعبويات من كل الأطراف، فالكل في قاربٍ واحد، العقل هو طريق نجاتنا، وطاولة التفكير والعلم والجلوس والتحليل والنظرة المستقبلية ووضع الحلول هي رسالتنا الوطنية، وعلينا التمعن فيما يدور في فلك الوطن والتحديات التى تجابهه، ولننظر دائماً إلى واقع الحال في محيطنا العربي، وما هي الضغوطات التى تواجهنا من أطراف المعادلات إن كانت عربية أو عالمية، ولننظر إلى ساحة الكفاح والمثابرة من أجل الصمود والبقاء التى يترجمها جلالة الملك على أرض الواقع، ونظرته الشمولية الساعية إلى مصلحة الوطن وشعبه، وتقريب وجهات النظر بين الحكومة والشعب، ومكافحة التطرف الفكري الذى يبنيه البعض بايماءات واشارات لزعزعة النسيج الوطني، وخلق بلبلة إعلامية، ونشر الاشاعات، والتشكيك والتهجم والترهيب الفكري، وخلق حالة من التشتيت الذهني، لابعادنا عن الوحدة الوطنية، والتآلف المعهود في شعبنا.
علينا جميعاً أن نتكاتف ونتآلف من أجل إعادة الثقة بانفسنا وقدرتنا، وبناء مصفوفة متقاربة في الفكر المشترك والتعاون لبناء شراكة حقيقية تسهم في تعزيز الثقة بين جميع أبناء الوطن، فهي المنفذ والنور لاجيالنا القادمة ... ووحدها التجارب كفيلة بصقل نظرتنا للأمور وإعطائنا مفهوماً أوسع عن الحياة والناس، وتعطينا القدرة على تغيير خططنا باستمرار أثناء التنفيذ، لعمل اكثر ايجابية.
العقبات أمامنا كثيرة، وإذا بقينا نراوح في التنظير لن نصل إلى اهدافنا. رؤيتنا ورسالتنا الموحدة، هي الذراع التي تمتد لتحمي وطننا وقيادتنا وشعبنا.